عاجل

خالد الجندي: المؤمن لا يمكن أن يتجرأ على معصية الله وهو مدرك

الشيخ خالد الجندي
الشيخ خالد الجندي

أكد الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، أن الإنسان المؤمن لا يمكن أن يتجرأ على معصية الله وهو مدرك أنه تحت نظره في كل لحظة، مشيرًا إلى أن استشعار مراقبة الله هي أعظم وسيلة للابتعاد عن الذنوب والعودة إلى الطريق المستقيم.

وأوضح الجندي، خلال مشاركته في برنامج "لعلهم يفقهون"، المذاع على قناة "dmc" مساء الثلاثاء، أن الذنوب ليست مجرد مخالفات عابرة، بل يمكن أن تكون سببًا في هلاك الإنسان إذا اعتاد عليها ولم يتب منها، لافتًا إلى أن الخطر الحقيقي يكمن في التهاون بها والتعامل معها على أنها أمور بسيطة.

شروط المعصية المستحيلة

وتطرق الشيخ خالد الجندي إلى القصة الشهيرة للإمام إبراهيم بن أدهم، عندما سأله رجل عن رخصة لارتكاب المعصية، فأجابه العالم الجليل بخمس شروط إذا استطاع تحقيقها، فله أن يعصي الله.

وقال الجندي: "ذكر إبراهيم بن أدهم في رده على الرجل خمس شروط صارمة، وهي: "إذا أردت أن تعصي الله، فلا تأكل من رزقه، فكيف تعصيه وأنت تعيش بنعمته؟.. إذا أردت أن تعصيه، فلا تسكن في أرضه، فكيف ترفض أوامره وأنت تعيش على أرضه؟.. إذا أصررت على المعصية، فاستتر عنه ولا تجعله يراك، فهل هناك مكان يمكنك أن تخفي فيه نفسك عن نظر الله؟..إذا جاءك ملك الموت، فاطلب منه تأخير قبض روحك حتى تتوب، فهل تملك هذا الخيار؟.. إذا جاءتك زبانية جهنم يوم القيامة، فارفض الذهاب معهم، فهل لك سلطة تمنع تنفيذ حكم الله؟"

وأكد الجندي أن هذه الشروط تثبت أن الإنسان عاجز أمام قدرة الله، وأن المعصية لا تليق بمخلوق يعلم أنه لا يملك شيئًا في هذا الكون إلا برحمة ربه.

الذنوب مثل الحريق

وأضاف الشيخ خالد الجندي أن الذنوب ليست مجرد أفعال خاطئة يمكن تجاوزها بسهولة، بل إنها مثل الحريق، قد تبدأ صغيرة لكنها تشتعل إذا لم يتم إخمادها في الوقت المناسب.

وقال: "كما أن النار البسيطة قد لا تضر كثيرًا، لكنها تصبح كارثة إذا وجدت مواد قابلة للاشتعال، فإن الذنوب إذا تراكمت وارتبطت بالإصرار والتهاون، تتحول إلى خطر حقيقي يؤثر على قلب الإنسان وحياته وإيمانه".

<strong>لعلهم يفقهون </strong>
لعلهم يفقهون 

العودة إلى الله بالتوبة 

وفي ختام حديثه، شدد الشيخ خالد الجندي على أهمية الرجوع إلى الله والتوبة الصادقة، محذرًا من أن تراكم الذنوب دون ندم يجعل القلب قاسيًا، فيعتاد الإنسان على المعصية حتى تصبح جزءًا من حياته دون أن يشعر.

وأضاف: "الله سبحانه وتعالى يغفر الذنوب جميعًا لمن تاب وأناب، فلا يوجد إنسان معصوم من الخطأ، لكن الفارق بين المؤمن والغافل هو أن المؤمن كلما أخطأ، سارع بالتوبة، بينما الغافل يستمر في الذنب دون أن يدرك خطورته".

واختتم حديثه بدعوة المسلمين إلى محاسبة أنفسهم والحرص على تطهير قلوبهم، فكما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن العبد إذا أخطأ خطيئة نكتت في قلبه نكتة سوداء"، وكلما زاد الذنب، زادت هذه البقع حتى يغطي الران القلب كله، فيصبح غير قادر على استقبال النور والهدى.

تم نسخ الرابط