الزواج ستر وزينة.. رمضان عبد الرازق: "الرابح في الخلاف الزوجي خاسر" (فيديو)

في طرح إنساني وروحي عميق للعلاقات الزوجية، أكّد الدكتور رمضان عبد الرازق، عضو اللجنة العليا للدعوة بالأزهر الشريف، أن الخلاف بين الزوج والزوجة لا يخرج منه أحد منتصرًا، مشددًا على أن الزواج ليس ساحة معركة، بل ميثاق رحمة وسكينة.

جاء ذلك خلال لقائه في برنامج "الدنيا بخير"، المذاع عبر قناة الحياة الفضائية، حيث قدّم رؤية دينية وفكرية حول طبيعة العلاقة بين الرجل والمرأة، من منظور إسلامي يضع الحب والمودة والستر في صميم العلاقة الزوجية.

الخلافات الزوجية

بدأ الدكتور رمضان عبد الرازق حديثه بتأكيد أن كل طرف في العلاقة الزوجية يخرج خاسرًا من أي خلاف إذا لم يكن الهدف هو الإصلاح والتفاهم، بل الغلبة والانتصار.

وقال:"إذا طلق الزوج زوجته، رغم ما بها من عيوب، فمن هو الفائز؟ لا أحد. والعكس صحيح، إن خسارة العلاقة لا يمكن اعتبارها مكسبًا لأحد الطرفين"، موضحًا أن ثقافة "أنا الصح" تدمر الأسر، وتزيد من فجوة البعد العاطفي والمعنوي بين الزوجين.

التعبير القرآني: "لباس" 

وأشار الشيخ رمضان إلى دقة التعبير القرآني في وصف العلاقة بين الزوجين، حيث يقول الله تعالى:"هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ"، موضحًا أن "اللباس" في اللغة يحمل معاني الستر، والحماية، والزينة، والدفء، وهي رموز تعبر بعمق عن ماهية العلاقة بين الرجل والمرأة.

وأضاف:"اللباس لا يمكن الاستغناء عنه في الحياة اليومية، وكذلك الزواج هو حاجة إنسانية وروحية لا غنى عنها".

الزواج حياة وسكن 

وأكد الدكتور عبد الرازق أن الزواج في الإسلام ليس علاقة ندية، بل شراكة تقوم على المودة والرحمة، مستشهدًا بقوله تعالى:"وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا"، وهي آية تعبّر عن أن الأصل في العلاقة الزوجية هو السكن الروحي والطمأنينة النفسية.

ولفت إلى أن الستر في الزواج لا يقتصر على ستر الجسد، بل يشمل أيضًا الستر على العيوب والأخطاء، والحرص على إبقاء العلاقة متزنة وقائمة على التفاهم لا التجريح والخصام.

الزواج في جوهره زينة 

تابع الشيخ رمضان عبد الرازق حديثه بالتأكيد على أن الزواج ليس مجرد رباط اجتماعي، بل هو زينة للحياة، ودفء عاطفي، وسند إنساني للطرفين.

وقال:"الحياة بدون زواج تفقد معناها العميق… لأنه الحصن الآمن، والبيئة التي ينمو فيها الحب والتكامل الإنساني".

وأضاف أن نجاح الزواج لا يُقاس بعدد السنوات، بل بمدى الصبر والتسامح والرحمة بين الزوجين، داعيًا كل من يمر بخلاف إلى التفكر في عظمة العلاقة وفضلها عند الله، قبل اتخاذ قرارات حاسمة مثل الطلاق.

لغة الحب أصدق 

اختتم الدكتور رمضان عبد الرازق رسالته بدعوة الأزواج إلى الاحتكام للعقل والدين في حل الخلافات، وتذكّر أن كل كلمة مؤذية وكل قرار متسرع قد يهدم بيتًا بُني على الحب والمودة.

وشدد :"الرابح الحقيقي هو من يحافظ على بيته، ويُطفئ نار الخلاف بكلمة طيبة وقلب متسامح… فهكذا تُبنى الأسر وتستقر المجتمعات".