عاجل

الإمارات تدعو إلى تحرك دولي فاعل لإنهاء النزاع في السودان

مؤتمر لندن حول السودان
مؤتمر لندن حول السودان

شاركت دولة الإمارات العربية المتحدة في أعمال "مؤتمر لندن حول السودان"، الذي عُقد في العاصمة البريطانية بمبادرة من المملكة المتحدة وبالتعاون مع كل من ألمانيا، فرنسا، الاتحاد الأوروبي، والاتحاد الأفريقي، بهدف بحث سبل وضع حد للصراع الدامي الذي يهدد استقرار السودان والمنطقة.

وترأست الوفد الإماراتي لانا نسيبة، مساعدة وزير الخارجية للشؤون السياسية، حيث أكدت في كلمتها أن الأوضاع الإنسانية في السودان بلغت مستويات كارثية، مشيرة إلى ما يتعرض له المدنيون من انتهاكات جسيمة، خاصة في منطقة دارفور، وأبرزها الهجمات على مخيمي "زمزم" و"أبو شوك" قرب مدينة الفاشر.

دعوة لآلية دولية لمراقبة السلاح


وشددت "نسيبة" على ضرورة إنشاء آلية دولية لمراقبة دخول الأسلحة إلى السودان، مؤكدة أن استمرار تدفق السلاح يسهم في تعقيد المشهد وتأجيج العنف ضد المدنيين، داعية المجتمع الدولي إلى "التحرك الجماعي لتشكيل مستقبل السودان على أسس السلام والوحدة".

وأكدت المسؤولة الإماراتية أن القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع لا تمثلان تطلعات الشعب السوداني، مشيرة إلى أن الحل الوحيد لإنهاء الأزمة وتحقيق الاستقرار يكمن في عملية سياسية تؤدي إلى تشكيل حكومة مدنية مستقلة، بعيدًا عن سيطرة الأطراف العسكرية.

تأكيد على شمولية الحل


وأكدت نسيبة في كلمتها أن الصراع السوداني لا يمكن عزله عن محيطه الإقليمي، مشددة على ضرورة تبني مقاربة شاملة تأخذ في الاعتبار التهديدات العابرة للحدود، بما في ذلك خطر الإرهاب وتهديد الأمن البحري في البحر الأحمر، مشيرة إلى أن السودان يجب ألا يتحول إلى ملاذ للجماعات المتطرفة.

المساعدات الإنسانية وخطاب الكراهية


وانتقدت نسيبة بشدة استخدام المساعدات الإنسانية كسلاح ضد المدنيين، مؤكدة أن "ممارسة السيادة بشكل مستبد يجب ألا تكون مبررًا للمجاعة"، ودعت الأمم المتحدة إلى اتباع نهج أكثر تماسكًا للتعامل مع عرقلة المساعدات واستهداف عمال الإغاثة.

كما شددت على ضرورة مكافحة خطاب الكراهية والتعصب بكافة أشكاله، مشيرة إلى أهمية إشراك المرأة وتمكينها في العملية السياسية، وأكدت دورها الحيوي في الانتقال المدني منذ عام 2018، خاصة في المناطق التي يصعب الوصول إليها.

دعم إنساني إماراتي يتجاوز 600 مليون دولار

واختتمت نسيبة كلمتها بالتأكيد على التزام دولة الإمارات بدعم الشعب السوداني، حيث قدمت منذ اندلاع النزاع أكثر من 600 مليون دولار من المساعدات الإنسانية، بالتنسيق مع وكالات الأمم المتحدة، وبشكل حيادي وفقاً للاحتياجات.

وعلى هامش المؤتمر، عقدت المسؤولة الإماراتية سلسلة من اللقاءات الثنائية مع عدد من كبار المسؤولين الدوليين، من بينهم وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي، ونظراؤها في فرنسا وكينيا، وممثلو الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر، لبحث تنسيق الجهود لدعم الحل السلمي في السودان.

تم نسخ الرابط