سهيل دياب: حكومة نتنياهو تسعى لفرض الهيمنة الإقليمية |فيديو

كشف الدكتور سهيل دياب، الخبير في الشئون الإسرائيلية، عن أبعاد السياسة الإسرائيلية بقيادة بنيامين نتنياهو، مشيرًا إلى أن الحكومة الحالية في تل أبيب تنتهج خطًا واضحًا نحو تعزيز الهيمنة الإقليمية وجعل إسرائيل اللاعب الأكثر تأثيرًا في منطقة الشرق الأوسط.
وأوضح دياب، في مداخلة هاتفية عبر قناة "القاهرة الإخبارية"، أن هذا التوجه ليس جديدًا، لكنه اتخذ منحى أكثر عدوانية في ظل الظروف الإقليمية والدولية الحالية، حيث تحاول إسرائيل استغلال حالة التوتر والصراعات الداخلية في عدد من الدول العربية لصالحها.
إسرائيل تطمح للسيطرة
وأكد دياب أن إسرائيل لا تسعى إلى إقامة شراكات متكافئة مع دول الجوار، بل تهدف إلى فرض أجندتها الخاصة وتحقيق تفوق استراتيجي دائم، قائلاً: "نتنياهو وحكومته لا يريدون التوازن في المنطقة، بل يسعون إلى أن تكون إسرائيل صاحبة الكلمة العليا في أي ترتيبات إقليمية قادمة".
وأشار إلى أن هذا التوجه ينعكس في السياسات العدوانية التي تنتهجها إسرائيل سواء على الصعيد الأمني أو الدبلوماسي، من خلال ضرب أهداف في دول مجاورة، أو التوسع في الاستيطان، وكذلك من خلال محاولات تطويع بعض الأنظمة السياسية في المنطقة لخدمة مصالحها.
توتر إسرائيلي داخلي
رغم الأزمات السياسية والاجتماعية والاحتجاجات التي تواجه حكومة نتنياهو في الداخل، إلا أن "دياب" يرى أن ذلك لا يُضعف من طموحاتها الإقليمية، بل يدفعها إلى تصدير الأزمات نحو الخارج لتشتيت الانتباه عن المشاكل الداخلية، موضحًا أن نتنياهو يلعب ورقة الأمن الإقليمي والتهديدات الخارجية لكسب الدعم الداخلي وتبرير السياسات القمعية والتوسعية.
التحالفات الإقليمية
وتحدث الخبير في الشئون الإسرائيلية، عن قلق تل أبيب المتزايد من التقارب العربي - العربي، أو العربي - الإقليمي مع قوى مثل إيران أو تركيا، موضحًا أن إسرائيل ترى في أي تحالف أو تقارب بعيدًا عنها تهديدًا مباشرًا لأجندتها، مضيفًا: "إسرائيل تراقب عن كثب التحولات الجيوسياسية وتتحرك لإجهاض أي تحالف لا تكون هي جزءًا منه أو المستفيد الأكبر منه".
كما أكد أن أحد الأهداف الرئيسية لإسرائيل في المرحلة الحالية هو تفكيك أي محاور إقليمية يمكن أن تشكل جبهة ضغط مشتركة عليها.
عقبة أمام إسرائيل
ولفت إلى أنه رغم سعي إسرائيل للهيمنة، إلى أن القضية الفلسطينية تظل حجر عثرة أمام هذا المشروع، حيث تشكل مقاومة الشعب الفلسطيني إحراجًا مستمرًا لحكومات تل أبيب في المحافل الدولية، قائلاً: "الوجود الفلسطيني على الأرض، وصمود المقاومة، يعيق المشروع الإسرائيلي في فرض هيمنته الكاملة".
وأضاف أن إسرائيل تحاول الالتفاف على هذا الملف من خلال اتفاقيات تطبيع، ولكن دون تقديم حلول عادلة للفلسطينيين، ما يجعل المشروع الإسرائيلي هشًا وغير قابل للاستدامة على المدى الطويل.

طموحات إسرائيل تصطدم
في ختام مداخلته، أكد الدكتور سهيل دياب أن إسرائيل رغم قوتها العسكرية والدعم الدولي، تواجه تحديات متزايدة، أبرزها صعود قوى إقليمية منافسة، والتغير في المزاج الدولي تجاه القضية الفلسطينية، والانقسامات الداخلية التي تهدد استقرارها السياسي.
واختتم بقوله:" قد تنجح إسرائيل في فرض بعض السياسات مؤقتًا، لكنها لن تستطيع السيطرة على منطقة بحجم الشرق الأوسط في ظل هذه التحولات الجذرية".