عاجل

سوريا تعلن إحباط محاولة انقلاب خطط لها ضباط من النظام السابق

وزير الداخلية اللواء
وزير الداخلية اللواء أنس خطاب

أعلنت وزارة الداخلية السورية، الأربعاء، عن إفشال محاولة انقلاب قالت إن مجموعة من الضباط المنتمين للنظام السابق كانوا يخططون لتنفيذها، مشيرة إلى أن العملية أُحبطت بالتنسيق مع وزارة الدفاع.

وأوضح وزير الداخلية اللواء أنس خطاب أن "الجهود الأمنية المشتركة نجحت في كشف وإفشال مخطط خطير كان يستهدف استقرار الدولة"، مؤكدًا أن الوزارة باشرت فورًا بتحديث المعلومات الأمنية ومراجعتها بالتعاون مع الجهات المختصة، في إطار تحصين البلاد ضد أي تهديدات داخلية.

وأضاف أن العمل جارٍ على تطوير إدارة ملاحقة الخارجين عن القانون وتعزيز التنسيق مع الأجهزة الأمنية الأخرى لترسيخ الأمن، قائلاً: "نعمل بصمت لضمان سلامة المواطنين، وسنظل العين الساهرة على أمن سوريا واستقرارها".

تحولات ميدانية وصعود وجوه جديدة

تأتي هذه التصريحات في ظل تحولات غير مسبوقة تشهدها الساحة السورية منذ الهجوم المباغت الذي شنّته فصائل مسلحة بقيادة "هيئة تحرير الشام" من شمال البلاد، والذي أدى إلى دخولها العاصمة دمشق في الثامن من ديسمبر، والإطاحة بحكم الرئيس بشار الأسد، الذي امتد لأكثر من نصف قرن.

وفي أعقاب سقوط النظام، برزت شخصيات ميدانية من الصفوف المعارضة السابقة، من بينها أحمد الشرع، الذي لعب دورًا محوريًا في قيادة الفصائل المشاركة في عملية إسقاط العاصمة.

صعود أحمد الشرع إلى السلطة

أتى صعود أحمد الشرع، أحد أبرز قادة "هيئة تحرير الشام"، إلى واجهة السلطة في سوريا بعد أحداث مفصلية شهدتها البلاد أواخر عام 2024، حين شنت فصائل مسلحة بقيادة الهيئة هجومًا واسعًا انطلق من شمال البلاد باتجاه العاصمة دمشق. وفي 8 ديسمبر، تمكنت هذه الفصائل من دخول العاصمة وإسقاط النظام السوري، منهية بذلك حكم عائلة الأسد الذي امتد لأكثر من خمسة عقود.

وفي أعقاب الانهيار السريع لمؤسسات الدولة المركزية، برز أحمد الشرع - المعروف سابقًا باسم "أبو محمد الجولاني" - بوصفه الشخصية الأوفر حظًا لقيادة المرحلة الانتقالية، مستندًا إلى تحالفات ميدانية مع فصائل محلية في الجنوب والوسط، إضافة إلى تفاهمات ضمنية مع قوى إقليمية سمحت له بتثبيت نفوذه.

ورغم الخلفية الجهادية المثيرة للجدل للشرع، فقد عمد خلال الأشهر الماضية إلى تقديم نفسه بصورة مختلفة، عبر خطاب سياسي أكثر انفتاحًا، وتأكيده على تشكيل حكومة انتقالية تضم أطيافًا متعددة من المعارضة، والتركيز على إعادة بناء مؤسسات الدولة وتوفير الخدمات في المناطق التي باتت تحت سيطرته.

ويواجه الشرع تحديات داخلية وخارجية كبيرة، أبرزها كسب الاعتراف الدولي، واحتواء التوترات مع الفصائل المنافسة، فضلًا عن إقناع السوريين بقدرته على إدارة مرحلة ما بعد الأسد، وسط مخاوف من عودة الاصطفافات المسلحة أو إعادة إنتاج نماذج سلطوية جديدة.

تم نسخ الرابط