عاجل

راكز الزعارير: الأردن يمثل أحد الركائز الأساسية في منظومة الأمن العربي

الأردن
الأردن

في ظل تصاعد التحديات الأمنية التي تواجه المنطقة، شدد الدكتور راكز الزعارير، خبير الدراسات الاستراتيجية، على أهمية الاصطفاف العربي والتضامن مع المملكة الأردنية الهاشمية، باعتبار ذلك نقطة تحول استراتيجية في إعادة صياغة مفهوم الوحدة العربية لمجابهة التهديدات الإرهابية،

 جاء ذلك خلال مداخلة هاتفية عبر قناة "القاهرة الإخبارية"، حيث قدّم قراءة تحليلية معمقة لأبعاد التضامن العربي والدور الأردني المحوري في حماية الأمن القومي الإقليمي.

 

المعادلة الأمنية العربية

أوضح الدكتور الزعارير أن الأردن يمثل أحد الركائز الأساسية في منظومة الأمن العربي، نظرًا لموقعه الجيوسياسي الحيوي، ودوره المحوري في التصدي للتنظيمات المتطرفة على مدار السنوات الماضية. وأكد أن ما تتعرض له المملكة الأردنية من محاولات لزعزعة استقرارها، لا يستهدفها وحدها، بل يشكل محاولة لضرب الجبهة العربية برمتها.

وأضاف أن استهداف الأردن هو استهداف مباشر لمنظومة الأمن القومي العربي، مما يتطلب موقفًا جماعيًا حاسمًا وموحدًا يعكس إدراك الدول العربية لحجم التهديدات المشتركة، ويؤسس لمرحلة جديدة من التعاون الاستراتيجي، لا تقتصر على البيانات التضامنية، بل تمتد إلى شراكات أمنية وعسكرية واقتصادية فاعلة.

التضامن العربي

واعتبر الزعارير أن التضامن العربي مع الأردن يعيد تشكيل معادلة توازن القوى في المنطقة، في ظل المتغيرات المتسارعة، مشيرًا إلى أن الاستجابة السريعة والداعمة من الدول العربية، وعلى رأسها مصر، تعكس يقظة سياسية وفهمًا عميقًا لأهمية الحفاظ على استقرار الأردن كحائط صد أمام التهديدات الإرهابية.

وأشار إلى أن مثل هذه المواقف لا تمثل فقط رد فعل آنياً، بل هي جزء من تحول استراتيجي في السياسات الإقليمية، يؤكد أن الأمن العربي كلٌ لا يتجزأ، وأن المساس بأمن أي دولة عربية يجب أن يُقابل برد فعل جماعي مدروس.

الإرهاب والوعي جماعي

سلّط الدكتور الزعارير الضوء على أن الإرهاب العابر للحدود لم يعد يواجه بأساليب تقليدية، وإنما يحتاج إلى تعاون استخباراتي وتقني وعسكري عالي المستوى بين الدول العربية، إضافة إلى ضرورة معالجة الجذور الفكرية والثقافية التي تغذي التطرف.

وأوضح أن مواجهة الإرهاب تبدأ من التكامل الأمني إلى التكامل التنموي والفكري، منوهًا بأهمية استثمار لحظات التهديد لتوحيد الصفوف، وتجاوز الخلافات، والانطلاق نحو بناء مشروع عربي مشترك يستند إلى الواقعية السياسية، والوعي الشعبي، والإرادة القيادية.

محور التوازن والاستقرار

وفي سياق حديثه، أشاد الخبير الاستراتيجي بالعلاقات المصرية الأردنية، واصفًا إياها بأنها نموذج يُحتذى به في التعاون العربي الثنائي، حيث يجمع البلدين تاريخ من التنسيق المتبادل في القضايا المصيرية للمنطقة، لافتًا إلى أن القاهرة وعمّان لطالما شكّلتا محورًا للتوازن الإقليمي، بفضل ما يتمتعان به من حكمة سياسية ومكانة استراتيجية.

<strong>الدكتور راكز الزعارير</strong>
الدكتور راكز الزعارير

تحرك عربي شامل

واختتم الدكتور الزعارير مداخلته بالتأكيد على أن ما تمر به المنطقة من تحديات، وعلى رأسها الإرهاب، لا يمكن معالجته إلا من خلال تحرك عربي شامل ومدروس، يبدأ بالتضامن، ولا ينتهي إلا ببناء منظومة عربية قادرة على حماية مصالح الشعوب، والدفاع عن الأمن القومي بمفهومه الشامل: أمن الحدود، وأمن المجتمعات، وأمن المستقبل.

وشدد على  أن ما يحدث اليوم من اصطفاف حول الأردن يجب أن يُترجم إلى خطة عربية متكاملة، تؤسس لمرحلة جديدة في العمل العربي المشترك، بعيدًا عن التجزئة وردود الفعل المحدودة.

تم نسخ الرابط