بعد فرض تعريفات جمركية كبيرة... هل تتسبب الولايات المتحدة في أزمة غذاء؟
قالت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يسيء استخدام التعريفات الجمركية ؛ إذ أنه يستغلها كأداة ضغط في السياسة الخارجية، بينما كان الرؤساء السابقون يستخدمون التعريفات الجمركية كمصدر حماية أو تفاوض في التجارة أو أداة لكسب حليف جديد.
وأشارت المجلة إلى أن ترامب غيّر من مفهوم التعريفات الجمركية لتصبح وسيلة رئيسية للضغط الاقتصادي والسياسي، وليست مجرد خيار للتفاوض.
وأضافت المجلة أن التعريفات الجمركية لا تؤدي بالضرورة إلى تضخم مستدام، لكنها ترفع الأسعار بشكل فوري. ففي البداية، قد يحاول المصدرون خفض الأسعار لتخفيف الأثر على المستهلك، لكن تأثير ذلك يكون محدودًا جدًا، وبعد فرض واشنطن تعريفات بنسبة 25% على المكسيك وكندا، فسيكون لهذا تأثير كبير، حيث تستورد الولايات المتحدة سلعًا بقيمة 400 مليار دولار من كندا و500 مليار دولار من المكسيك.
وأوضحت المجلة أن النفط، الذي يعد أكبر سلعة مستوردة من كندا، يعد أيضًا ضروريًا للمصافي الأمريكية، مما يجعل من الصعب إيجاد بديل فعال له، أما المكسيك، فتصدر كميات ضخمة من السيارات وقطع الغيار، وهو ما يمثل صدمة قوية لصناعة السيارات الأمريكية.
وأوضحت المجلة الأمريكية التأثير الاقتصادي المباشر لـ التعريفات الجمركية ، مشيرة إلى أن حجم الضرر الأولي قد يعادل 0.75% من الناتج المحلي الأمريكي وهو تأثير ضريبي كبير يُفرض فجأة، محذرة من أن الرد من كندا والمكسيك برفع التعريفات الجمركية قد يزيد من تعقيد الوضع، خاصة مع حجم السلع التي يستوردونها من الولايات المتحدة
حلول مؤقتة
كما تطرقت المجلة إلى أن الشركات قد تحاول تأجيل استيراد السلع وانتظار صفقة جديدة، لكن إذا استمرت التعريفات، فسيؤدي ذلك إلى زيادة التكاليف على المدى البعيد. ولفتت إلى أن تكلفة المنتجات الطازجة مثل الأفوكادو والفواكه المستوردة من المكسيك سترتفع بشكل مباشر، مما سيؤثر على أسعار الغذاء في الولايات المتحدة، والذي قد يؤدي بدوره لأزمة غذاء.
في الختام، أكدت المجلة أن الاقتصاد الأمريكي مترابط بشكل كبير مع اقتصاد كندا والمكسيك، وأن التأثير السلبي على الاقتصاد الأمريكي سيكون سريعًا ومكلفًا جدًا، مما يجعل من تنفيذ هذا القرار أمرًا صعبًا.
