آلاء العزام: عواصف مغناطيسية تضرب كوكب الأرض اليوم| فيديو

أوضحت الدكتورة آلاء العزام متخصصة في علوم الفضاء، أن الشفق القطبي ظاهرة طبيعية ناتجة عن تفاعل الجسيمات المشحونة القادمة من الشمس مع المجال المغناطيسي للأرض، وعادة ما تُرى هذه الظاهرة في المناطق القطبية، ولكن مع زيادة النشاط الشمسي، يمكن أن تمتد إلى خطوط عرض أخرى، مما يجعلها مرئية في مناطق غير معتادة.
وأضافت خلال مدخلة هاتفية عبر zoom لقناة "القاهرة الإخبارية" أن هذه الظاهرة جميلة وتُبهج من يشاهدها، لكنها في نفس الوقت قد تكون مؤشراً على عواصف شمسية يمكن أن تؤثر على الأقمار الصناعية والبنية التحتية الكهربائية والاتصالات على الأرض.
وقالت الدكتورة آلاء إن العواصف الشمسية تُصنف حسب شدتها من "G1" (الضعيفة) إلى "G5" (القوية جداً)،وأكدت أن العاصفة الحالية لا تتجاوز مستوى "G2"، مما يعني أن تأثيرها محدود، لكنها حذرت من أن وصول العاصفة إلى مستوى "G5" قد يتسبب في أضرار جسيمة، مثل تعطيل الأقمار الصناعية، وشبكات الكهرباء، وحتى أنظمة الملاحة الجوية.
وأشارت إلى أن التاريخ سجل أحداثاً كارثية بسبب العواصف الشمسية القوية، مثل حادثة "كارينغتون" عام 1859 التي تسببت في اشتعال حرائق في خطوط التلغراف، وكذلك حادثة عام 1972 التي أدت إلى تفجير ألغام بحرية مغناطيسية تلقائياً قبالة سواحل فيتنام.
وأكدت أن هناك مؤسسات علمية حول العالم تعمل على مراقبة النشاط الشمسي وتوقع تأثيره على الأرض، مشيرة إلى أن "طقس الفضاء" أصبح علماً قائماً بذاته، يشبه توقعات الطقس على الأرض، لكنه يركز على دراسة النشاط الشمسي وانبعاثاته.
وأوضحت أن الشمس تمر بدورات نشاط كل 11 سنة، وأننا حالياً نتجه نحو ذروة النشاط الشمسي المتوقعة بين نهاية 2024 وبداية 2026، وخلال هذه الفترة، من المتوقع أن تزداد الانبعاثات الكتلية الإكليلية (CMEs) والرياح الشمسية، مما قد يزيد من فرص حدوث عواصف مغناطيسية أرضية قوية.
هل تؤثر العواصف الشمسية على صحة الإنسان؟
حول تأثير هذه الظواهر على صحة الإنسان، قالت الدكتورة آلاء إن التأثير المباشر على البشر ضئيل جداً، لأن الغلاف الجوي والمجال المغناطيسي للأرض يحمياننا من معظم الجسيمات الضارة، ومع ذلك فإن رواد الفضاء والطيارين في الرحلات الجوية العالية قد يتعرضون لمستويات أعلى من الإشعاع خلال العواصف الشمسية القوية.
وشددت على احتمالية حدوث عاصفة شمسية شديدة ("G5") ضئيلة، لكنها ليست مستحيلة، وأكدت أن التقدم العلمي في مراقبة الشمس يتيح للعلماء تحذير العالم قبل أيام من وصول العواصف الشمسية الخطيرة، مما يتيح الوقت الكافي لاتخاذ إجراءات وقائية، مثل إيقاف تشغيل الأقمار الصناعية الحساسة أو تعزيز شبكات الكهرباء.
واختتمت حديثها بالتاكيد على أن الشفق القطبي ظاهرة تستحق المشاهدة والاستمتاع بجمالها، لكنها تذكرنا أيضاً بقوة الطبيعة الهائلة التي يجب أن نكون مستعدين لها، ومشيره إلى أن التعاون العالمي في مجال مراقبة الشمس ودراسة طقس الفضاء أصبح ضرورياً أكثر من أي وقت مضى، خاصة مع تزايد اعتماد البشرية على التكنولوجيا التي قد تتأثر بالعواصف الشمسية.