تلسكوب جيمس ويب يوثق لحظة ابتلاع نجم كوكب عملاق.. تفاصيل صادمة

تلسكوب جيمس ويب يوثق لحظة ابتلاع نجم لكوكب عملاق، وفي اكتشاف فلكي مثير، تمكن العلماء لأول مرة من توثيق حادثة ابتلاع نجم لكوكب كان يدور حوله، وذلك في مشهد يُعد من أكثر الظواهر الكونية ندرة ورعبًا، وقد رصد تلسكوب جيمس ويب تفاصيل دقيقة لما تبقى من الكوكب بعد أن اندفع إلى داخل النجم المضيف في واقعة جرت قبل نحو أربع سنوات.
تلسكوب جيمس ويب يوثق لحظة ابتلاع نجم لكوكب عملاق
في مايو من عام 2020، رصد علماء الفلك حالة غريبة تتعلق بكوكب اختفى فجأة أثناء دورانٍ قريب من نجم في مرحلة الشيخوخة، كان الاعتقاد السائد حينها أن النجم، مع تحوله إلى عملاق أحمر، ابتلع الكوكب تدريجيًا بفعل توسعه، ولكن صورًا وتحليلات حديثة من تلسكوب جيمس ويب كشفت أن الكوكب هو من سقط داخل النجم بعد أن فقد استقراره المداري.

سحابة من الغبار
أظهرت البيانات الملتقطة أن الاصطدام بين النجم والكوكب أسفر عن انبعاث غاز حار كوّن حلقة حول النجم، تلتها سحابة من الغبار البارد في توسع مستمر.
ووفقًا للدكتور رايان لاو، الباحث في مختبر NOIRLab التابع لمؤسسة العلوم الوطنية الأمريكية، فإن هذه المواد المقذوفة هي أدلة مباشرة على الحادثة المأساوية.

موقع النجم المداري
يقع النجم الذي شهد هذا الحدث على بعد نحو 12 ألف سنة ضوئية من الأرض، ضمن كوكبة العقاب في مجرة درب التبانة، وهو نجم صغير نسبياً مقارنة بالشمس، إذ تبلغ كتلته نحو 70% من كتلة الشمس، كما يتميز بلونه الأحمر الخافت نسبيًا.
كوكب يشبه المشتري
تشير التقديرات إلى أن الكوكب الذي تم ابتلاعه كان من نوع "المشتريات الحارة"، وهي كواكب غازية ضخمة تشبه المشتري لكنها تدور في مدارات شديدة القرب من نجومها، ووفقًا للباحث مورجان ماكلاود من مركز الفيزياء الفلكية في جامعة هارفارد، فإن حجم الكوكب كان يفوق حجم المشتري بعدة مرات، وهو ما يفسر الأثر العنيف الذي خلفه على النجم.

مراحل السقوط الحتمي
أوضح الفريق البحثي أن الكوكب اقترب تدريجيًا من النجم بفعل التفاعل الثقالي بين الجسمين، مما أدى إلى تآكل مداره ببطء شديد، ومع اقترابه من النجم، بدأ الكوكب بالاحتكاك مع الطبقات الخارجية للنجم، ما أدى إلى تسخينه وتجريده من غلافه الجوي.
انفجار غازي مرئي
عملية الاصطدام بين الكوكب والنجم أنتجت كمية ضخمة من الطاقة، نتج عنها ضوء مرئي وغازات وغبار، ومع استمرار سقوط الكوكب، ارتفعت درجة حرارة المنطقة المحيطة، وتكونت سحابة من الحطام ما تزال تُمكن الفلكيين من تتبع آثار الحادث.

غموض مصير الكوكب
على الرغم من الأدلة المادية، لا تزال بعض تفاصيل نهاية الكوكب غير مؤكدة، حسب الباحثين، فقد أشار ماكلاود إلى أن من الصعب الجزم بما تبقى من الكوكب بعد الاصطدام، مشيرًا إلى أن العلماء يعتمدون على النماذج الحاسوبية لإعادة تشكيل ما جرى.
مصير مشابه محتمل
رغم أن كواكب المجموعة الشمسية، مثل الأرض، لا تدور حاليًا في مدارات قريبة بالشكل الكافي لتواجه هذا المصير، إلا أن الشمس نفسها مرشحة لتتحول إلى عملاق أحمر بعد نحو 5 مليارات سنة، ووفقًا للعلماء، قد تبتلع الشمس حينها كوكبي عطارد والزهرة، وربما الأرض، ضمن تلك المرحلة التطورية.

نظرة جديدة للنهايات
تقدم بيانات تلسكوب "جيمس ويب" رؤية غير مسبوقة حول الطريقة التي تنتهي بها حياة الكواكب في بعض الأنظمة الشمسية، وتشير إلى أن الابتلاع قد لا يكون نتيجة لتضخم النجم فقط، بل قد يحدث بفعل انهيار مدار الكوكب تدريجيًا نحو مصيره النهائي.