عاجل

بعد 100 عام من الغموض.. أول تسجيل مؤكد للحبار العملاق بالمحيط الأطلسي

أول صورة للحبار العملاق
أول صورة للحبار العملاق

في إنجاز علمي غير مسبوق، نجح فريق من الباحثين في معهد شميدت للمحيطات في تصوير أول لقطات مؤكدة للحبار العملاق (Mesonychoteuthis hamiltoni) في بيئته الطبيعية بالمحيط الأطلسي، وذلك باستخدام روبوت متطور مزود بأجهزة علمية فائقة الدقة للكشف عن الأسرار الخاصة للحبار.

 

كشف أسرار كائن بحري نادر

يُعرف الحبار العملاق بأنه أحد الكائنات البحرية الأكثر غموضًا، إذ يعيش في مياه القارة القطبية الجنوبية ونادرًا ما يُرصد حيًا. تم توصيفه علميًا لأول مرة عام 1925، إلا أن معظم المعلومات عنه جاءت من بقايا فريسته التي عُثر عليها في بطون الحيتان والطيور البحرية. والآن، لأول مرة، تمكن العلماء من مشاهدته حيًا وهو يسبح في أعماق المحيط.

 

تفاصيل الاكتشاف العلمي

تم تسجيل اللقطات بتاريخ 9 مارس قبالة جزر South Sandwich في المحيط الأطلسي، على عمق 600 متر تحت سطح الماء، باستخدام المركبة الروبوتية SuBastian القادرة على الغوص لمسافة تصل إلى 4,500 متر. ويعد هذا الاكتشاف الثالث من نوعه بالنسبة للروبوت، الذي سبق أن وثّق أنواعًا أخرى نادرة من الحبار مثل Spirula spirula في عام 2020.

 

حجم الحبار العملاق وإمكاناته الفريدة

الحبار الذي تم تصويره حديثًا هو صغير السن ولم يصل إلى حجمه الكامل بعد، إذ يبلغ طوله قدمًا واحدة فقط، بينما يمكن للحبار البالغ أن يصل طوله إلى 7 أمتار، ويزن 500 كيلوجرام، ليصبح بذلك أثقل اللافقاريات وأكثرها ضخامة. كما يتميز هذا الكائن بأكبر عيون في عالم الحيوان، حيث يبلغ قطرها نحو 27 سنتيمترًا، أي بحجم كرة القدم.

أهمية الاكتشاف وتأثيره على البحوث المستقبلية

يؤكد الباحثون أن دراسة هذه الكائنات البحرية النادرة تساهم بشكل كبير في فهم التنوع البيولوجي وحماية النظام البيئي، خاصة في ظل توسع عمليات التنقيب في أعماق البحار. وقد أظهرت الأبحاث أن الكائنات البحرية تمتلك إمكانات طبية هائلة، حيث يمكن استخدامها في تطوير مضادات حيوية وعلاجات للأمراض المزمنة.

 

يعد هذا الاكتشاف خطوة رئيسية نحو استكشاف أعماق المحيطات وفهم أسرار الحياة البحرية التي لا تزال مجهولة. فهل ستكشف الأبحاث المستقبلية المزيد من الأسرار حول هذه الكائنات الغامضة؟ الأيام القادمة ستجيب.

 

تم نسخ الرابط