«رئيس الأهرام ويكلي»: مصر وضعت رؤية لإعمار غزة وتكامل عربي لمواجهة التحديات

أكد الدكتور عزت إبراهيم، رئيس تحرير الأهرام ويكلي، أن القضية الفلسطينية كانت على رأس أولويات الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال زيارتيه الأخيرتين إلى قطر والكويت، مشددًا على أن مصر تواصل أداء دورها التاريخي والإنساني تجاه الشعب الفلسطيني، من خلال تقديم رؤية متكاملة لإعادة إعمار قطاع غزة، تقوم على أساس واقعي وشامل يُراعي الأبعاد السياسية والاقتصادية والإنسانية للأزمة.

وأوضح إبراهيم، في مداخلة هاتفية مع الإعلامية بسمة وهبة خلال برنامج "90 دقيقة" على قناة "المحور"، أن الخطة المصرية لإعادة الإعمار تتطلب دعمًا عربيًا شاملًا، سياسيًا وماليًا، حتى تؤتي ثمارها المرجوة، بدءًا من تحقيق التهدئة ووقف إطلاق النار، ووصولًا إلى تنظيم مؤتمر دولي للمانحين يضمن تمويل مشاريع إعادة الإعمار والبنية التحتية في القطاع.

توافق خليجي – مصري 

أشار إبراهيم إلى أن المباحثات التي أجراها الرئيس السيسي مع كل من أمير قطر، سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وأمير الكويت، سمو الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، عكست دعمًا قويًا للجهد المصري في غزة، وتوافقًا تامًا بشأن أهمية حماية الأمن القومي العربي من المخاطر المتزايدة، لا سيما في ظل التصعيد الإسرائيلي ومخططات التهجير والإبادة بحق سكان القطاع.

وأضاف أن هناك التزامًا مشتركًا بين القاهرة والعواصم الخليجية الكبرى بحماية المصالح الاستراتيجية للمنطقة، والعمل على التصدي للمخططات الخارجية التي تهدد وحدة الشعوب واستقرار الدول.

الأمن القومي العربي

سلّط إبراهيم الضوء على البيان الختامي الصادر عن زيارة الرئيس السيسي إلى الكويت، والذي تضمّن إشارات واضحة إلى أن الأمن القومي العربي هو منظومة موحّدة لا يمكن فصلها، وأن أمن الخليج هو جزء لا يتجزأ من أمن مصر، معتبرًا أن هذه الرسائل تؤكد الوعي السياسي الكبير لدى الأطراف العربية بحجم التحديات الإقليمية، وتُعبّر عن رغبة صادقة في التنسيق الجماعي لمواجهتها على مختلف الأصعدة.

شراكة اقتصادية خليجية 

وفي الجانب الاقتصادي، أشار إبراهيم إلى تطور ملحوظ في العلاقات الثنائية بين مصر ودول الخليج، تمثل في الإعلان عن عقد المنتدى الاستثماري المصري الخليجي في القاهرة يومي 24 و25 أبريل الجاري، بمشاركة كبار المستثمرين ورجال الأعمال، فضلًا عن انعقاد جلسات مجلس التعاون المصري الكويتي لبحث سبل تطوير الشراكات الاستثمارية في مجالات الطاقة، والبنية التحتية، والاتصالات.

وصف إبراهيم هذه الخطوات بأنها تمثل نقلة نوعية في مسار العلاقات المصرية الخليجية، وتفتح الباب أمام مرحلة جديدة من التكامل الاقتصادي والسياسي العربي، ترتكز على المصالح المشتركة وتعزيز الاستقرار الإقليمي.

رسم التوازن الإقليمي

وفي ختام تصريحاته، شدّد إبراهيم على أن التحركات الرئاسية الأخيرة تؤكد حيوية الدبلوماسية المصرية، وقدرتها على إعادة صياغة التوازنات الإقليمية في ظل أزمات متشابكة، مضيفًا أن القاهرة لا تتحرك برد الفعل، بل برؤية شاملة تستهدف حماية الأمن العربي، ودعم القضية الفلسطينية، وتعزيز التعاون مع الحلفاء الإقليميين.