عاجل

قتلوه بدم بارد.. النيابة تطالب بالقصاص في قتل شاب أخذا بالثأر في البحيرة

المستشار إبراهيم
المستشار إبراهيم مبارك مدير نيابة حوش عيسي

شهدت محكمة جنايات دمنهور – الدائرة العاشرة، اليوم الثلاثاء، مرافعة قوية من النيابة العامة في واحدة من أخطر القضايا الجنائية التي شهدتها محافظة البحيرة، والمتعلقة بمقتل شاب على يد تسعة متهمين في حادثة ثأر بدائرة مركز حوش عيسى.

وجاءت الجلسة برئاسة المستشار خالد محمد بركات، وعضوية المستشارين نبيل سعد، أحمد حسن حمودة، وطاهر الخراش، وبحضور مصطفى رمضان أحمد كأمين سر الجلسة.

النيابة: الجريمة هزّت ضمائر الجميع

 

وفي مرافعة مطولة، أكد المستشار إبراهيم مبارك، ممثل النيابة العامة ومدير نيابة حوش عيسى، أن القضية تُعد من أصعب القضايا التي مرت على النيابة العامة، مشيرًا إلى أنها "جريمة تم ارتكابها بدم بارد، وخلفت صدمة اجتماعية كبيرة".

وأضاف:" لم يُقتل رجل فقط في هذه الواقعة، بل اغتيلت معه قيم التسامح، وتم تجاهل القانون واستُبدل بالانتقام".

 

المستشار إبراهيم مبارك مدير نيابة حوش عيسي
المستشار إبراهيم مبارك مدير نيابة حوش عيسي

وسرد المستشار إبراهيم مبارك، تفاصيل الجريمة، قائلًا:" بدأت الأحداث في يوم مظلم من شهر نوفمبر بمركز حوش عيسى، حيث خطط عدد من الأفراد بقيادة عيد عمر محمد شحاته، لجريمة، حيث حددوا يوم الجريمة في الثاني والعشرين من الشهر نفسه، حيث استعد المتهمون بدراجات نارية وسكين كبير لتنفيذ الجريمة".

وكما أشار مبارك خلال المرافعة أمام محكمة جنايات دمنهور، إلى دور كل متهم في متابعة ومراقبة الضحية قبل الهجوم، مع تنسيق دقيق بينهم عبر الهواتف، مضيفًا أنه عند وصول الضحية إلى مكان الواقعة، قام المتهم نبيل عبدالستار ذكي بتنفيذ الجريمة بمساعدة باقي الأعضاء المتورطين. 

تفاصيل يوم الجريمة

واستعرض ممثل النيابة تسلسل الأحداث الدقيق الذي بدأ في "يوم مظلم من شهر نوفمبر"، وتحديدًا في الثاني والعشرين منه، عندما قرر المتهم عيد عمر محمد شحاته قيادة مجموعة من الأشخاص لتنفيذ جريمة قتل مخططة بعناية.

وأشار إلى أن المتهمين استخدموا دراجات نارية وسلاح أبيض (سكين كبير)، وتوزعوا لأدوار متعددة منها المراقبة، والمتابعة، والهجوم المباشر، حيث قام نبيل عبدالستار ذكي بتنفيذ عملية القتل بمساعدة باقي المتهمين، بعد أن راقبوا تحركات الضحية ونسّقوا خطتهم عبر الهواتف المحمولة.

وأكمل ممثل النيابة العامة، أن التحقيقات كشفت قيام المتهم الثاني طعن المجني عليه أربعاً وعشرين طعنة، في جريمة تعكس عنفاً شديداً وشرّاً كامنًا، وحيث توجه المتهم الثاني، نبيل عبدالستار ذكي، إلى قسم الشرطة لتسليم نفسه، حاملاً سلاح الجريمة ومتفاخراً بفعلته، حيث قال إنه انتقم لأخيه من خلال قتل نفس بريئة.

تحدث ممثل النيابة العامة عن مأساة إنسانية خلفتها جريمة قتل قاسية، حيث فقد المجني عليه، وهو أبٌ كادح، حياته على يد قتلة لم يرحموا عائلته، ترك وراءه زوجة وأطفالاً، من بينهم طفل لم يتجاوز عمره الشهرين، سيفتقد الحنان والأمان.

وأشار ممثل النيابة إلى أن القتلة ارتكبوا جريمتهم بدم بارد، رغم أن المجني عليه كان أعزل ورفع كفيه مستسلماً لله في لحظاته الأخيرة، مؤكدًا على ضرورة القصاص العادل، مشدداً على أن العقوبة ليست فقط إنصافاً للدم المسفوك، بل هي رسالة رادعة لكل من تسول له نفسه الاعتداء على حياة الآخرين.

النيابة تطالب بتطبيق أقصى العقوبات

طالبت النيابة العامة في ختام مرافعتها بتوقيع أقصى العقوبات بحق المتهمين، مؤكدة أن القضية ليست فقط جنائية، بل تمثل اعتداءً سافرًا على القانون والنظام المجتمعي.

ومن المنتظر أن تستكمل المحكمة نظر القضية خلال الجلسات القادمة، وسط اهتمام شعبي وإعلامي واسع بالقضية التي أعادت إلى الأذهان خطورة جرائم الثأر وتداعياتها على استقرار المجتمع.

إحالة المتهمين لجنايات دمنهور

كانت نيابة وسط دمنهور، قد أحالت المتهمين إلى محكمة جنايات دمنهور بتهمة القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد. 

وكانت مدينة حوش عيسى في محافظة البحيرة، شهدت واقعة مؤسفة راح ضحيتها أحد الشباب أخذا بالثأر، نظرا لقتل شقيق المجني عليه شقيق المتهم في شهر يونيو الماضي على خلفية وقوع مشاجرة بسبب أولوية الري، وجرى تحرير محضر بالواقعة والعرض على جهات التحقيق لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة حيال الواقعة وظروفها وملابساتها.

وتلقت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن البحيرة، إخطارًا من مأمور مركز شرطة حوش عيسى، يفيد بالعثور على جثة تامر.م.ا، يوجد بها طعنات نافذة بجميع أنحاء الجسم، وجرى التحفظ على الجثة تحت تصرف جهات التحقيق في مستشفى حوش عيسى المركزي، وتحرر محضر بالواقعة وتباشر جهات التحقيق بمركز حوش عيسى التحقيقات في الواقعة.

وبالفحص تبين أن وراء ارتكاب الواقعة (عيد ع م ش ، نبيل عبد ال ش ، محمد ا ذ، عبد الحميد م ش، عبدالرحمن ه. ش ،رمضان ر م ، عوض ع ش، احمد. س م خ ، رجب م ش)، وذلك انتقاما من شقيق المجني عليه الذي قتل شقيقه في شهر يونيو الماضي بسبب الخلاف على غرفة صرف زراعي وأسبقية ري الأرض، مما أدى إلى مقتل "هاني ص ش"، مزارع، مقيم بذات القرية، إثر التعدي عليه من قبل عائلة "مبروك" بآلة حادة، وعلى إثر ذلك ترصد المتهمون للمجني عليه خلف محكمة حوش عيسى وطعنه عدة طعنات نافذة حتى تأكد من وفاته، ثم قم المتهم الثاني بتسليم نفسه إلى ضباط مباحث مركز شرطة حوش عيسى.

هيئة المحكمة
هيئة المحكمة
تم نسخ الرابط