عاجل

الوسواس القهري.. صراع داخلي مرهق وراحة زائفة لا تدوم |فيديو

مرض الوسواس القهري
مرض الوسواس القهري

وصفت الدكتورة شيماء عرفة، أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر، مرض الوسواس القهري بأنه من أصعب وأقسى الاضطرابات النفسية، لما يسببه من صراع دائم داخل المريض، مؤكدة أن المريض يدرك تمامًا سخف الأفكار التي تهاجمه، لكنه يفشل في مقاومتها، مما يجعله أسيرًا لسلوكيات قهرية متكررة يظن أنها وسيلة لتخفيف التوتر.

وعي مؤلم بالمعاناة

وفي حوارها مع الإعلامية مروة شتلة عبر برنامج "البيت" على قناة الناس، أوضحت د. عرفة أن ما يميز مرض الوسواس القهري عن الاضطرابات الذهانية مثل الفصام، هو إدراك المريض لحالته، قائلة:" المريض بيتقطع من جواه.. ممكن الفكرة الواحدة تحرق له 24 ساعة، ويفضل يكرر تصرفات معينة علشان يرتاح لحظيًا، لكنها راحة زائفة."

جذور المرض في الطفولة

وأكدت أن الوسواس القهري لا يرتبط فقط بكيمياء المخ، بل يعود أيضًا إلى جذور نفسية وتربوية تبدأ في السنوات الأولى من الطفولة، خاصة في بيئات يطغى عليها القسوة أو التدليل المفرط أو الضغط الزائد، مشيرة إلى أن:" لما الطفل يُجبر على سرعة التعلم أو يُهدد بشكل دائم، بنزرع فيه بذور القلق.. اللي ممكن تتطور بعد كده لوسواس قهري."

أشكال المرض

أشارت عرفة، إلى أن الوسواس القهري يأخذ أشكالاً متعددة، منها: أفكار ذهنية مخيفة مثل:" لو ما رتبتش الحاجات دي كويس، هيحصل حادث".

سلوكيات قهرية مثل العدّ، الترتيب، إعادة الصلاة أو الوضوء.

وساوس دينية تسبب ألمًا نفسيًا شديدًا، خصوصًا مع محبة المريض لله وخوفه من عصيانه.

اندفاعات عنيفة، حيث تهاجم المريض رغبات خاطئة يعرف أنها مؤذية، لكنه لا يستطيع التخلص منها.

<strong>الدكتورة شيماء عرفة</strong>
الدكتورة شيماء عرفة

مرض قابل للعلاج

اختتمت أستاذ الطب النفسي حديثها بالتأكيد على أن الوسواس القهري مرض قابل للعلاج، لكن رحلة التعافي طويلة وتحتاج إلى صبر، خاصة مع الأطفال والمراهقين الذين يحتاجون لبناء ثقة مع المعالج حتى يتمكنوا من فتح قلوبهم والبوح بما يعانون.

وشددت: "اسم المرض نفسه يشرح مدى صعوبته.. وسواس قهري، لأنه بيقهرك في أغلى حاجة عندك، سواء كانت أمك، أو دينك، أو حتى إحساسك بالأمان".

تم نسخ الرابط