الرفاهية النفسية... الجمال الحقيقي الذي لا تهزمه السنوات

ترتبط الرفاهية النفسية بجمال المرأة بعلاقة وثيقة، يتجاوز فيها الجمال مجرد المظهر الخارجي ليصبح انعكاسًا حقيقيًا لحالتها النفسية وسلامها الداخلي. فكلما اتسعت مساحة السكينة في داخل المرأة، وكلما ازداد شعورها بالتصالح مع الذات، أضاء جمالها من الداخل، وتجاوز حدود الزمن والملامح.
تقول د. أميرة داوود، دكتورة العلاج الشعوري والطاقة الحيوية، والحاصلة على دكتوراه في الصحة النفسية من جامعة "سيلينس" بإنجلترا، إن الجمال الحقيقي لا يُقاس بسن، بل بحالة التوازن النفسي التي تعيشها المرأة، والتي تظهر على ملامحها، ونضارة بشرتها، وجاذبيتها الآسرة.
كيف تؤثر الرفاهية النفسية في مظهر المرأة؟
توضح د. أميرة أن الصحة النفسية الجيدة تُحفز إفراز هرموني السعادة "الإندورفين" و"السيروتونين"، اللذين يسهمان في:
- تحسين تدفق الدم في الجسم، مما يقلل التجاعيد ويمنح البشرة إشراقة دائمة.
- تقوية الشعر والحد من تساقطه، إذ تنعكس الحالة النفسية مباشرة على صحته.
- تعزيز النوم العميق والاسترخاء، ما يسمح للجسد بالترميم ويزيد من نضارة الوجه.
- إضفاء طاقة إيجابية على الحضور العام للمرأة، تجعل جمالها متألقًا ومتجددًا في كل مرحلة من حياتها.
وفي المقابل، تؤكد أن التوتر والاكتئاب يرفعان من مستوى هرمون الكورتيزول، ما يؤدي إلى شحوب الوجه وظهور الهالات السوداء وفقدان إشراقة الملامح، حتى وإن كانت المرأة جميلة بطبيعتها.
الجمال النفسي.. سحر لا يُقيد بالعمر
تضيف د. أميرة أن هناك نساءً في الخمسين والستين، يفُقن بجاذبيتهن فتيات في العشرين، والسر هو السلام الداخلي والرضا النفسي. فالجمال النفسي يظهر في ابتسامة صادقة، وثقة هادئة، وتقدير لتجارب الحياة. وتقبُّل المرأة لعمرها ولتحولاتها الطبيعية، يعزز من جمالها ويمنحها إشراقًا لا يخبو.
كيف تحقق المرأة رفاهيتها النفسية؟
لتحقيق هذا النوع من الجمال العميق، توصي د. أميرة باتباع هذه الخطوات:
- الالتزام بنظام غذائي صحي يدعم الجسم ويغذي البشرة.
- ممارسة اليوغا والتأمل لتصفية الذهن وتهدئة النفس.
- المواظبة على التمارين الرياضية، خصوصًا المشي، لما لها من تأثيرات إيجابية تتجاوز حتى بعض عمليات التجميل.
- تجنّب العلاقات المستنزفة للطاقة النفسية، والابتعاد عن مصادر القلق.
- النوم المنتظم والعميق، باعتباره أحد مفاتيح الجمال الدائم.
- لا تجعلي من علامات التقدم في العمر هاجسًا يؤرقك.
- اعتني بمشاعرك وصحتك النفسية قبل كل شيء.
- اكتبي مشاعرك للتنفيس عن الضغوط، وصدّقي حدسك الداخلي.
- تجاهلي النظرات السلبية والآراء الهدّامة، وركّزي على سعادتك الذاتية.
- أحبي نفسك كما أنتِ، فالقيمة الحقيقية لا تُقاس بمقاييس الآخرين.
الجمال الذي تدوم إشراقته ليس وليد أدوات التجميل أو تقنيات التغيير الخارجي، بل هو ثمرة صحة نفسية متوازنة، ورفاهية داخلية تعيشها المرأة وتفيض بها على محيطها. حين تهتم المرأة بنفسها من الداخل، يزهر وجهها، وتزداد جاذبيتها، لتصبح أيقونة جمال لا يشيخ