الناتو: إنهاء الحرب في أوكرانيا بوساطة أمريكية ليس بالأمر السهل (فيديو)

أكّد مارك روته، الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، أن التوصل إلى تسوية سلمية شاملة لإنهاء الحرب الدائرة في أوكرانيا من خلال الوساطة الأمريكية يواجه تحديات معقدة، مشددًا على أن الوضع الميداني والسياسي المتشابك يجعل من عملية السلام مسارًا طويلًا وشاقًا، وليس مجرد قرار دبلوماسي.

وجاءت تصريحات روته، التي بثتها قناة "القاهرة الإخبارية" في نبأ عاجل، لتكشف عن مستوى التشاؤم الذي يخيّم على الأوساط الغربية بشأن إمكانية تحقيق اختراق قريب في الأزمة الأوكرانية، رغم محاولات عدد من القوى الدولية لعب دور الوسيط، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية.

تعقيدات ميدانية وسياسية 

وأوضح روته أن التحديات التي تعرقل جهود الوساطة الأمريكية لا تقتصر فقط على ساحة المعركة أو التحركات العسكرية الروسية، بل تمتد إلى الداخل الأوكراني والأوروبي والأمريكي أيضًا، حيث توجد حسابات سياسية ومصالح استراتيجية متشابكة بين الأطراف المتصارعة.

وأشار إلى أن الولايات المتحدة تلعب دورًا مركزيًا في دعم أوكرانيا عسكريًا واستخباراتيًا، ما يجعلها طرفًا رئيسيًا في المعادلة وليس وسيطًا محايدًا، وهو ما يُعقّد من فرص قبول موسكو بأي مبادرة ترعاها واشنطن بشكل مباشر دون ضمانات وتنازلات مقابلة.

لا مؤشرات على تهدئة قريبة

في هذا السياق، عبّر الأمين العام للناتو عن قلقه من استمرار التصعيد على الجبهات الشرقية، مشيرًا إلى أن مؤشرات التهدئة ما زالت غائبة عن المشهد، خاصة مع إعلان روسيا مؤخرًا عن مكاسب ميدانية في بعض المناطق القتالية، وهو ما يرفع سقف مطالبها في أي مفاوضات مستقبلية.

كما لفت إلى أن الجيش الأوكراني يعاني من ضغط مستمر على مستوى الذخائر والتجهيزات العسكرية، رغم الدعم الغربي المتواصل، مؤكدًا أن استمرار الحرب بهذا الشكل يستنزف قدرات الجميع ويزيد من تعقيد الحلول السياسية.

تحرّك أوروبي موحد

وأكد الأمين العام أن حلف الناتو يعمل حاليًا على تنسيق الجهود الأوروبية بهدف تعزيز الدعم السياسي والاقتصادي والعسكري لأوكرانيا، مع الدفع نحو مسار دبلوماسي متزن لا يُقصي أحدًا، ويقوم على مبادئ احترام السيادة وتبادل الضمانات الأمنية.

كما دعا روته إلى عدم التعويل فقط على واشنطن في ملف التسوية، مشددًا على ضرورة أن تتحمل الدول الأوروبية مسؤولياتها في صياغة رؤية مشتركة لإنهاء الحرب بما يضمن استقرار القارة ومنع اتساع رقعة الصراع.

السلام في أوكرانيا 

واختتم روته تصريحاته بالتأكيد على أن الحل في أوكرانيا لن يكون سهلًا أو سريعًا، بل يتطلب إرادة سياسية جادة من جميع الأطراف، وتعاونًا دوليًا حقيقيًا، وتقديم تنازلات مؤلمة في بعض الأحيان. مضيفًا أن الناتو ملتزم بدعم كييف، لكن في الوقت نفسه يحرص على إبقاء نافذة الحوار مفتوحة مع موسكو، تفاديًا لمزيد من التصعيد الذي قد يهدد الأمن الأوروبي والعالمي بأسره.