فخ المراهنات الإلكترونية.. «نيوز رووم» تخترق العالم السري للشباب

في ظل الطفرة الرقمية وانتشار الإنترنت في كل جوانب الحياة اليومية، برزت ظاهرة المراهنات الإلكترونية كأحد التحديات الاجتماعية والقانونية التي تشهدها مصر خلال السنوات الأخيرة، ورغم القيود القانونية الواضحة التي تفرضها الدولة على أنشطة القمار والمراهنات، إلا أن منصات المراهنة الإلكترونية بدأت تجد طريقها إلى المستخدم المصري من خلال تطبيقات ومواقع أجنبية، بعضها يعمل بشكل غير شرعي داخل البلاد.

المراهنات الإلكترونية
 

وشهدت الفترة الأخيرة انتشارًا ملحوظًا لظاهرة المراهنات الإلكترونية في مصر، رغم كونها محظورة قانونيًا ومجتمعيًا، وهو ما يثير تساؤلات حول قدرة الجهات الرقابية على مواكبة التغيرات الرقمية السريعة، ومدى تأثير هذه الظاهرة على الشباب والاقتصاد.

الانتشار عبر الإنترنت

المراهنات لم تعد تقتصر على صالات القمار التقليدية، بل انتقلت إلى الفضاء الرقمي عبر مئات المواقع العالمية التي تتيح للمستخدمين من مختلف دول العالم، ومن بينها مصر، الاشتراك بسهولة من خلال بطاقات الدفع الإلكتروني أو العملات الرقمية.

ومع تزايد معدلات المشاركة، لا سيما بين فئة الشباب، يثور الجدل حول الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية لهذه الظاهرة، في ظل غياب رقابة فعلية وتوعية مجتمعية كافية، ما يفتح الباب أمام تداعيات قد تكون خطيرة على الفرد والمجتمع.

القانون يجرّم كافة أشكال المقامرة

القانون المصري يجرّم كافة أشكال المقامرة، سواء كانت تقليدية أو إلكترونية. وتنص المادة 336 من قانون العقوبات على معاقبة كل من يتورط في أعمال النصب أو المراهنات غير المشروعة. كما يُعتبر الترويج لمثل هذه المواقع جريمة تستوجب العقاب، وقد صدرت عدة أحكام بالحبس والغرامة في هذا الإطار خلال السنوات الماضية.

المراهنات في حياتنا اليومية

وتعد المراهنات أسلوب في حياتنا اليومية مثلًا (لو دخلت الامتحان من غير ما تذاكر ونجحت، هديك 200 جنيه) هو في الحقيقه شكل من أشكال المراهنات غير الملحوظ، كما أن الرهانات بين الصحاب أو زمايل الشغل كنوع من التحدي (لو خلصت الشغل قبلك، هتشتريلي عصير) – أحيانًا تكون أموال حقيقية .

المراهنات في كرة القدم

كما المراهنات تنتشر أكثر في كرة القدم فهناك لاعبين كرة قدم مشهورين لهم تجارب مع هذا النوع، منهم إيفان توني (Ivan Toney) – مهاجم برينتفورد والمنتخب الإنجليزي، اتحظر لمدة 8 شهور في 2023 بعد ما ثبت إنه خالف قواعد المراهنات في أكثر من 200 حالة.
دانيل ستوريدج (Daniel Sturridge) – اللاعب الإنجليزي المعروف، اتعاقب بالإيقاف وتغريمه بسبب تسريب معلومات داخلية عن انتقاله عشان يستخدمها أخوه في المراهنات..

شاب يحكي تجربته مع مواقع المراهنات

واخترقت "نيوز رووم" العالم السري للمراهنات وقال أحد الضحايا ويدعى “م.ع”: "دا برنامج مراهنات تجربه شخصيه مع البرنامج البشع دا قعدت العب عليه كنوع من التسليه لمده تقريبا أكتر من شهرين وكنت بحاول أقنع نفسي أنه مش حرام بس قسما بالله كانوا شهرين مفيهومش بركه ولا فلوس مش عايز أقولكم انا كنت بصرف كام ع البرنامج دا بس الحمد الله بقالى فتره ماسحه ومبلعبش وتوبت المهم انا بطالب بحظر البرنامج دا فى مصر فى أسرع وقت لأن فى ملاين بقوا بيلعبوا قمار كل يوم بس وهما قاعدين بيشحنوا من البيت بالڨيزا او بكل طرق الدفع الحديثة".

تطبيق المرهنات بقي شائع حاليا جدا جدا

كما قال الشاب المصري عبد الله ذات الـ (٢٦)عام قصته قائلاً: "كان عندى مشروع ومكان كويس كان شغال كويس جدا جدا جدا بفضل من الله وفتحت بدل الفرع 2 وتلاته ولكن أصحاب السوء دمرونى وعرفونى تطبيق مرهنات للاسف بقي شائع حاليا جدا جدا وبقا بينزل اعلانته بكل بجاحه ف المباريات ادمرت وخسرت فلوسي كلها وحلمى ومشروع حياتى اسال الله ان يعوض عليا ويفك كربي ويزيل ههمى ويقضيي عنى دينى لانى هتحبس ومرفوع عليا وصولات امانه وانا متمرمط م شغل هنا لهنا علشان اسدد ومستحمل بعد ما كنت حد كويس ومحترم من غير دخول كتير ف تفاصيل لو حد بيلعب اللعبه دى يمسحها لوجه الله .انا كان مثال لشباب نجحت لوحدها ف بلدنا بقيت شخص متطارد م الحكومه بسبب الفلوس اللى عليا ، سايب اهلى وبيتى وكل احلامى راحت ومشروعي اتهدم بسبب المراهنات ، في عز التلج دلوقتى الناس ف بيوتها وانا ف الشارع مش عارف اروح فين ولا اعمل اى".

الشباب عندهم رغبة في الثراء السريع

ومن جانبه علق الدكتور جمال فريز خبير علم النفس عن أنتشار مواقع المراهنات الإلكترونية على مواقع التواصل بين الشباب، قائلاً: الموضوع منتشر بسبب الكبت الموجود لدي الشباب الحالي تُسبب لهم غسيل مخ و معظمهم حالياً مضطربين نفسياً و رغبتهم في الثراء السريع عالية جداً بسبب الاضطراب النفسي وايضاً لديهم سلبية ولا مبالاة وعدم اهتمام بنتيجة تصرفاتهم وليس لديهم اي مشاعر تجاه هذا لا دينيا ولا سلوكياً ولا أخلاقياً".

وطالب فرويز، الدولة بعمل حملات وعي للشباب بالسلبيات بصورة مستمرة من خلال الإعلام والمساجد والكنائس أو أي تجمع شبابي.

وقال محمد الحارثي خبير التكنولوجيا، إن الدولة تمنع هذه المواقع وأغلقت العديد من المنصات في مصر ولكن يتم تجديد المنصات مرة تانيه بكثرة لذلك مهم جدا التوعية للشباب".

وأكدت الدكتورة منى طمان خبير واستشاري دولي في تكنولوجيا المعلومات علي أهمية دور الأسرة قائلة: "مهم جداً الرقابة الأسرية لأن ليس دائما العبئ في مثل هذه الأمور علي الدولة ، مهم متابعة الأبناء و متابعة اهتمامتهم و منعهم من الخوض في مثل هذه البرامج وتوعيتهم بخطورة مثل هذه الأمور، و ضرورة اطلاق حملات توعيه بشكل دائم لهذه الأمور ، حتي يتمكن الجمهور المتلقي بخطورة هذه الأمور و عمل إبلاغ لهذه البرامج كلما رأوها. "

أدوات تسويقية ذكية تستغل رغبات الشباب في الربح السريع

وقالت النائبة ميرال الهريدي عضو مجلس النواب، إن هذه المنصات تعتمد على أدوات تسويقية ذكية تستغل رغبات الشباب في الربح السريع وحب المغامرة، فهي تستخدم تصاميم جرافيكية جذابة، وإعلانات موجهة بدقة على وسائل التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى عروض مغرية مثل: "اربح الآن" أو "فرصة ذهبية".

تجعل الشباب والمراهقين فريسة سهلة

وأضافت "الهريدي" أن هذه المنصات تستغل بعض الألعاب التي تبدو ترفيهية في ظاهرها، لكنها تقود المستخدم تدريجيًا نحو مفهوم المراهنة. وهذا يجعل الشباب والمراهقين فريسة سهلة، لا سيما في ظل غياب التوعية الكافية بمخاطر هذا النوع من الأنشطة.

وأوضحت عضو مجلس النواب، أن الأمر ليس سهلًا من الناحية التقنية، لأن هذه المواقع تستخدم تقنيات متقدمة مثل الشبكات الافتراضية الخاصة (VPNs) وخوادم الـDNS الديناميكية، كما تقوم بتغيير عناوينها باستمرار لتفادي الحظر. بالإضافة إلى ذلك، هناك منصات تعمل من خلال تطبيقات لا تُطرح في المتاجر الرسمية كـ Google Play أو App Store، بل تنتشر عبر روابط مباشرة أو من خلال وسائل التواصل الاجتماعي. وبالتالي، حتى إن تم حظر موقع ما، تظهر عشرات المواقع البديلة في وقت قصير، مما يجعل السيطرة عليها بالكامل أمرًا شبه مستحيل دون خطة شاملة تشمل التوعية، والرقابة، وسنّ تشريعات صارمة.

زيادة الإدمان بشكل ملحوظ

وأكت "الهريدي" أن أخطر ما في الأمر هو سهولة الوصول التي أدت إلى زيادة الإدمان بشكل ملحوظ، ففي السابق، كان الانخراط في المراهنات يتطلب خطوات معقدة، أما اليوم بضغطة زر واحدة عبر الهاتف المحمول يصبح الأمر متاحًا للجميع. هذا التغير جعل فئات عمرية أصغر وأكثر تنوعًا عرضة للإدمان، سواء إدمان القمار نفسه أو التعلق المرضي بالسعي وراء الربح السريع. وهو ما ينعكس سلبًا على الحالة النفسية والاقتصادية، وقد يقود أيضًا إلى جرائم مثل الاحتيال وسرقة البيانات، بل وأحيانًا تمويل أنشطة غير قانونية، ما يمثل تهديدًا خطيرًا للمجتمع وللأمن القومي.

عالم الإنترنت فضاء مفتوح لا يمكننا السيطرة عليه

النائبة مها عبد الناصر عضو لجنة الاتصالات بمجلس النواب، أكدت أن المشكلة الأساسية تكمن في ممارسة المراهنات وليس أنها أصبحت إلكتروني هي نفس الفكرة التقليديه ولكن تحولت الي الشكل الجديد المنتشر الأن. 

وقالت عبد الناصر، ماذا ستفعل لجنة الاتصالات في مثل هذه الأمور اذا استمر المواطنين بالدخول الي مثل هذه المنصات والبرامج، مؤكدة أننا استقبلنا الكثير من الشكاوي ولكن عالم الإنترنت فضاء مفتوح لا يمكننا السيطرة عليه بشكل كامل .

حملات التوعية للشباب والكبار ضد المراهنات

وأكدت عضو اللجنة، يجب على الدولة أن تستمر في حملات التوعية للشباب والكبار ضد المراهنات الإلكترونية.