عاجل

هل الأرز البني أكثر خطورة من الأبيض؟دراسة تكشف احتواءه على 40% زرنيخ

الأرز
الأرز

في ظل التوجه العالمي نحو التغذية الصحية، يفضل كثير من الناس الأرز البني على الأرز الأبيض، لما يتمتع به من فوائد غذائية أبرزها احتواؤه على الألياف والمعادن، لكن دراسة حديثة أعادت فتح النقاش العلمي حول ما إذا كان الأرز البني بالفعل الخيار الأكثر أمانًا، خاصة بعد الكشف عن احتوائه على مستويات أعلى من الزرنيخ، وهو عنصر سام قد يشكل خطرًا على الصحة، لا سيما لدى الأطفال والنساء الحوامل.

ما هو الزرنيخ ولماذا يُعد خطيرًا؟

الزرنيخ عنصر كيميائي يوجد طبيعيًا في التربة والماء، وينتقل بسهولة إلى النباتات، بما في ذلك الأرز، وهو يوجد بنوعين: عضوي وغير عضوي، النوع غير العضوي هو الأخطر، وقد تم ربطه بمخاطر صحية تشمل أمراض القلب، والسكري، والسرطان، والمشاكل العصبية، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية (WHO)، فإن التعرض المزمن لمستويات مرتفعة من الزرنيخ يمكن أن يؤدي إلى آثار صحية خطيرة، ويُعد الأرز من أبرز مصادر الزرنيخ في النظام الغذائي.

ماذا تقول الدراسة الحديثة؟

كشفت دراسة حديثة نشرتها صحيفة New York Post أن الأرز البني يحتوي على نسبة زرنيخ غير عضوي أعلى بنسبة 40% مقارنة بالأرز الأبيض، وقد استندت الدراسة إلى تحاليل مخبرية أجريت في جامعة ولاية ميشيغان، وشملت عينات مختلفة من الأرز الأبيض والبني من أسواق متعددة.

السبب في ارتفاع نسبة الزرنيخ في الأرز البني يعود إلى احتفاظه بالقشرة الخارجية (النخالة) التي يتم نزعها في الأرز الأبيض، وهذه القشرة هي المكان الذي يتركز فيه الزرنيخ بنسبة أكبر.

لماذا يشكل ذلك خطرًا على الأطفال؟

الأطفال أكثر عرضة لتأثيرات الزرنيخ، لأنهم يستهلكون كميات أكبر نسبيًا من الأرز مقارنة بأوزانهم، وقد يتسبب التعرض المتكرر في مشاكل على المدى الطويل مثل تأخر النمو، وانخفاض معدل الذكاء، واضطرابات سلوكية، وقد سبق أن حذّرت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) من تقديم كميات كبيرة من الأرز، خاصة الأرز البني، للأطفال والرضع، مشددة على ضرورة التنويع في مصادر الحبوب.

فوائد الأرز البني... ولكن!

لا شك أن الأرز البني يحتوي على فوائد غذائية مثل الألياف التي تعزز صحة الجهاز الهضمي، والفيتامينات مثل B1 وB6، والمعادن مثل الماغنيسيوم والفسفور، ومع ذلك، فإن هذه الفوائد يجب أن توزن مقابل المخاطر المحتملة من التعرض للزرنيخ، في حين أن الأرز الأبيض يحتوي على كميات أقل من المغذيات بسبب إزالة القشرة، إلا أنه أيضًا يحتوي على نسبة أقل من الزرنيخ، مما يجعله خيارًا أكثر أمانًا في بعض الحالات، خاصة للأطفال.

كيف يمكن تقليل التعرض للزرنيخ في الأرز؟

لحسن الحظ، هناك طرق يمكن أن تساعد في تقليل محتوى الزرنيخ في الأرز، منها:
 

  • غسل الأرز جيدًا قبل الطهي: يُفضل غسله عدة مرات حتى يصبح الماء شبه شفاف.
  • طهي الأرز بنسبة ماء إلى أرز 6:1: ثم تصفيته بعد الطهي، حيث يقلل هذا الأسلوب من نسبة الزرنيخ بنسبة تصل إلى 60%.
  • اختيار أنواع أرز منخفضة الزرنيخ: مثل الأرز البسمتي والأرز الياسمين، خصوصًا القادم من مناطق مثل الهند وتايلاند، حيث تكون مستويات الزرنيخ أقل.
  • تنويع مصادر الحبوب: مثل استخدام الكينوا، الدخن، الشعير، الشوفان، وهي خيارات غنية وقليلة الزرنيخ.

توصيات الجهات الصحية

أصدرت هيئة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) ومنظمة الصحة العالمية (WHO) توصيات واضحة لتقليل التعرض للزرنيخ، أهمها:

  • عدم الاعتماد على الأرز كمصدر أساسي للحبوب يوميًا.
  • التنويع في النظام الغذائي، خاصة للأطفال.
  • شراء الأرز من مصادر موثوقة خاضعة للفحص والجودة.

ماذا يعني هذا للمستهلك؟

إذا كنت تعتمد على الأرز البني باعتباره الخيار "الأكثر صحة"، فمن المهم إعادة النظر في الكمية التي تستهلكها، خاصة إذا كان في نظامك الغذائي أو نظام طفلك الغذائي بشكل يومي. قد تكون الفوائد الغذائية للأرز البني مغرية، ولكن عند وجود بدائل أقل خطورة بنفس القيمة الغذائية، فإن الحكمة تقتضي التنوع والاعتدال.

تم نسخ الرابط