ضياء رشوان: المقترحات الإسرائيلية تعكس أزمة سياسية لا تفوقًا تفاوضيًا (فيديو)

أكد ضياء رشوان، رئيس الهيئة العامة للاستعلامات، أن الوساطة التي تقودها مصر وقطر بشأن الأزمة في غزة تنطلق من ثوابت القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية، مشيرًا إلى أن الدور المصري ليس حياديًا بالمعنى السلبي، وإنما منحاز للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، ومبادئ العدالة والشرعية.

وقال رشوان، في مداخلة هاتفية مع الإعلامي عمرو خليل في برنامج "من مصر" على قناة القاهرة الإخبارية، إن الوساطة مستمرة رغم صعوبة المرحلة الحالية، وترتكز على نقل الرسائل والمقترحات بين الأطراف دون تحريف أو تأويل.

رسائل إسرائيلية مرتبطة 

أوضح رشوان، أن الجانب الإسرائيلي أبدى حرصًا استثنائيًا هذه المرة على تسليم مقترحاته التفاوضية، وهو ما اعتبره مرتبطًا بتطور سياسي محتمل، وهو نية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب زيارة المنطقة الشهر القادم، مضيفا أن إسرائيل تدرك حساسية المرحلة، وتسعى إلى إظهار مرونة شكلية في الطرح التفاوضي، لكنها في الواقع ترفع سقف مطالبها إلى حد غير واقعي.

نتنياهو في مأزق سياسي 

وأشار رشوان، إلى أن زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأخيرة إلى الولايات المتحدة كشفت عن توتر غير مسبوق في العلاقات مع واشنطن، مقارنة باستقباله الأول الذي حظي بزخم رسمي أكبر، موضحا أن نتنياهو يعاني من أزمة سياسية داخلية وضغوط دولية تدفعه إلى طرح مطالب تفاوضية قاسية قد تكون غير قابلة للتحقيق، مثل اشتراطات نزع السلاح الكامل من الفصائل الفلسطينية، وهي شروط تُستخدم للمناورة أكثر منها للوصول إلى اتفاق نهائي.

ترامب يريد تهدئة 

كشف رشوان، أن ترامب يسعى لأن تكون زيارته القادمة إلى المنطقة في ظل تهدئة أو وقف إطلاق نار، وهو ما يفسر التحركات السياسية المتسارعة من جانب تل أبيب، قائلا "من الواضح أن ترامب يريد أن يأتي والمنطقة في حالة تهدئة، وربما يسعى لتقديم نفسه كوسيط سياسي قبل الانتخابات الأمريكية، مما يضغط على جميع الأطراف، خاصة إسرائيل، لتقديم تصورات تفاوضية، حتى وإن كانت صورية."

الوساطة مستمرة 

اختتم رشوان، تصريحاته بالتأكيد على أن الوساطة المصرية القطرية تعمل بإصرار رغم التحديات، مشيرًا إلى أن الوسطاء على دراية كاملة بـ"لغة التصعيد السياسي" التي يستخدمها الجانب الإسرائيلي في الوقت الراهن، مضيفا :"الوسطاء يدركون جيدًا أن ما يطرح الآن ليس تعبيرًا عن تفوق سياسي، بل عن أزمة مركبة تحيط بالقرار الإسرائيلي. ومع الجهد المشترك والمكثف، نحن نقترب من مرحلة تفاوضية أكثر واقعية، وإن كانت شاقة، مشددا على أن الأيام المقبلة ستكون حاسمة في مسار التهدئة، مرجحًا أن تأخذ الأمور منحى أكثر إيجابية بفضل التحركات المصرية القطرية وتوازنها في التعامل مع الأطراف كافة.