محمد الأتربي: 47 مليار دولار احتياطي أجنبي وتحولات في سعر الصرف (فيديو)

أشاد محمد الأتربي، الرئيس التنفيذي للبنك الأهلي المصري ورئيس اتحاد البنوك، بالرسائل الواضحة والمطمئنة التي بعث بها محافظ البنك المركزي حسن عبد الله خلال لقائه مع وفد المستثمرين السعوديين، مشيرًا إلى أن هذه الرسائل أسهمت في تهدئة الأجواء الاقتصادية وطمأنت المستثمرين الذين يمتلكون بالفعل استثمارات تتجاوز 35 مليار دولار داخل مصر.
وقال الأتربي، في مداخلة هاتفية مع برنامج "كلمة أخيرة" الذي تقدمه الإعلامية لميس الحديدي على شاشة ON، إن أبرز ما تضمنته رسائل المحافظ هو التأكيد على أن سعر صرف الدولار سيُترك لقوى العرض والطلب، مع الالتزام الكامل بسياسة سعر صرف مرن ومستدام، تضمن تجنّب القفزات المفاجئة التي أربكت السوق في فترات سابقة.
سوق الصرف يتحسن
وفيما يتعلق بتطورات سوق النقد الأجنبي، أوضح الأتربي أن الأيام الماضية شهدت تحسنًا واضحًا في مؤشرات سوق الصرف، بدءًا من يوم الخميس وحتى الاثنين التالي، مدعومًا بعودة قوية للمستثمرين الأجانب وزيادة كبيرة في تحويلات المصريين العاملين بالخارج.
وأشار إلى أن البنك الأهلي المصري، باعتباره أحد أكبر البنوك التي تتلقى تحويلات المصريين بالخارج إلى جانب بنك مصر، رصد ارتفاعًا مضاعفًا في حجم التحويلات بعد قرار تحرير سعر الصرف الأخير، مقارنة بما قبل التحرير.
احتياطي نقدي
كشف الأتربي عن تطور نوعي في الاحتياطي النقدي الأجنبي لمصر، الذي تجاوز 47 مليار دولار، مقارنة بنحو 30 مليار دولار فقط في عام 2022، واصفًا هذا النمو بأنه مؤشر إيجابي على قوة الاقتصاد المصري واستعادة التوازن في ميزان المدفوعات.
كما أشار إلى أن هناك توجهًا واضحًا نحو الاستقرار في السياسات النقدية والمالية، ما يعزز ثقة المؤسسات الدولية والمستثمرين في المستقبل الاقتصادي للبلاد.
عودة للأموال الساخنة
تحدث الأتربي أيضًا عن ملف الاستثمارات الأجنبية غير المباشرة، أو ما يُعرف بـ"الأموال الساخنة"، مشيرًا إلى أنه خلال ذروة الأزمة، خرج من البنك الأهلي وحده نحو 750 مليون دولار من أذون الخزانة، لكن خلال الأيام الأخيرة، شهدت السوق عودة ما بين 650 إلى 700 مليون دولار، وهو ما يعادل 80-90% من المبالغ الخارجة، مما يعكس عودة الثقة تدريجيًا إلى الاقتصاد.
وأوضح أن الأزمات الاقتصادية العالمية مثل الإجراءات الحمائية التي اتبعها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ساهمت في زيادة قلق المستثمرين عالميًا، لكنها لم تفقد السوق المصرية قدرتها على التعافي والاستقطاب مجددًا.
دروس الماضي والتطلع
وفي ختام تصريحاته، أكد الأتربي أن تثبيت سعر العملة لفترات طويلة لم يكن سياسة ناجحة، داعيًا إلى ضرورة التعلم من أخطاء الماضي، مشيدًا بكفاءة محافظ البنك المركزي حسن عبد الله، مؤكدًا أن خبرته الواسعة تمكّنه من إدارة المرحلة الحالية باحترافية عالية.
وأضاف: "نحن الآن بعد عامين من تحرير سعر الصرف، والمؤشرات الراهنة تبعث على التفاؤل، وتبشر بمستقبل اقتصادي أكثر استقرارًا واستدامة."

خطوات محسوبة نحو التعافي
واختتم الرئيس التنفيذي للبنك الأهلي المصري، تصرحاته بالتأكيد على أن السياسات النقدية الجديدة بدأت تؤتي ثمارها، في ظل الالتزام بالشفافية والاستقرار، ما يعزز جاذبية السوق المصرية للاستثمار الخارجي، ويمهد لمرحلة جديدة من النمو الاقتصادي وتحقيق الاستدامة المالية.