لميس الحديدي: القاهرة والدوحة شريكان في تهدئة غزة (فيديو)

أكدت الإعلامية لميس الحديدي أن الجولة الخليجية التي بدأها الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم، وتشمل كلًا من قطر والكويت، تحمل أبعادًا استراتيجية بالغة الأهمية في ظل تعقيد المشهد الإقليمي وتطورات الملف الفلسطيني، مشيرة إلى أنها الزيارة الثالثة للرئيس السيسي إلى الدوحة منذ استئناف العلاقات بين القاهرة والدوحة، ما يعكس عمق التنسيق السياسي والاقتصادي بين البلدين.

وخلال تقديمها برنامج «كلمة أخيرة» على قناة ON، أوضحت الحديدي أن هناك ملفين رئيسيين على طاولة الحوار خلال هذه الجولة، أولهما الملف السياسي المرتبط بما يجري في قطاع غزة، والثاني اقتصادي يرتبط بجذب الاستثمارات الخليجية وتطوير المناخ الاستثماري في مصر.

تنسيق مصري قطري

سلطت الحديدي الضوء على دور مصر وقطر في الوساطة بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل، مشيرة إلى أنهما شريكان أساسيان في جهود وقف التصعيد ومحاولة التوصل إلى هدنة دائمة، مع استمرار الضغط على تل أبيب لوقف العمليات العسكرية.

وقالت إن القاهرة والدوحة أصدرتا خلال الساعات الماضية بيانًا مشتركًا قويّ اللهجة، أدانتا فيه القصف الإسرائيلي على المستشفى المعمداني، والذي يعيد إلى الأذهان حادثة القصف الشهيرة في أكتوبر 2023. وأشارت إلى أن هذه الإدانة تعكس موقفًا عربيًا موحدًا في وجه الانتهاكات الإسرائيلية، خصوصًا مع عودة العمليات العسكرية بشكل مكثف في القطاع.

مفاوضات في مسقط

وأشارت الحديدي إلى أن المنطقة تشهد حراكًا دبلوماسيًا متوازيًا في أكثر من مسار، من أبرزها المفاوضات غير المباشرة بين الولايات المتحدة وإيران، التي تُجرى حاليًا في العاصمة العمانية مسقط، وسط استمرار الهجمات الأمريكية على الحوثيين، مما يعكس حجم التوترات التي تحيط بالجولة الخليجية.

وأكدت أن التحركات المصرية تأتي في قلب هذا المشهد المضطرب، بما يعكس حرص القاهرة على أن يكون لها دور فاعل في التهدئة الإقليمية، إلى جانب السعي لتعزيز الشراكات مع دول الخليج.

الاقتصاد محورًا موازيًا 

أما المحور الثاني من جولة الرئيس السيسي، فتناولته الحديدي باعتباره شأنًا اقتصاديًا استراتيجيًا، يهدف إلى تعزيز الاستثمارات الخليجية في مصر، خاصة في ظل الأوضاع الاقتصادية العالمية والمحلية.

وكشفت أن الاستثمارات القطرية في مصر شهدت نموًا ملموسًا خلال الأعوام الثلاثة الماضية، حيث بلغت 1.3 مليار دولار، ما يعكس اهتمامًا قطريًا متزايدًا بالسوق المصرية، خاصة في قطاعات الطاقة والعقارات والسياحة.

تعاون خليجي متكامل

وفي ختام حديثها، شددت لميس الحديدي على أن التحرك المصري نحو دول الخليج لا يقتصر على قطر والكويت فقط، بل يشمل شراكات مع باقي دول مجلس التعاون الخليجي، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية، التي يزور وفد استثماري كبير منها القاهرة حاليًا.

وشدد: "مصر تعمل بخطى متسارعة وبمنهجية واضحة لجذب رؤوس الأموال الخليجية، في ظل الإصلاحات المتواصلة لتحسين مناخ الاستثمار"، مشيرة إلى أن التعاون الاقتصادي الخليجي المصري يمثل أحد الركائز المهمة لتعزيز الاستقرار في المنطقة خلال المرحلة المقبلة.