حكم تضييع صلاة الجمعة بغير عذر وهل يجوز أداؤها في المنزل؟

أكدت دار الإفتاء المصرية أن التهاون في أداء صلاة الجمعة دون عذر شرعي يُعتبر من كبائر الذنوب، لأنه من أعظم الأيام عند الله تعالى، مشيرة إلى خطورة تضيع صلاة الجمعة وما ورد فيه من وعيد في السنة النبوية.
حكم ترك صلاة الجمعة بغير عذر
أوضحت دار الإفتاء أن ترك صلاة الجمعة دون عذر شرعي يعرض المسلم لعقوبة روحية شديدة، فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم :"من ترك ثلاث جمع تهاونًا بها، طبع الله على قلبه" (رواه أبو داود والنسائي).
والمقصود بـ "طبع الله على قلبه" أن قلبه يصبح غافلًا عن الخير ومحروماً من نور الإيمان، مما يؤدي إلى قسوة القلب وفتوره عن الطاعات.
متى يُعذر المسلم في ترك الجمعة؟
أكدت الإفتاء أنه إذا كان هناك عذر شرعي، مثل المرض أو السفر، فلا حرج على من لم يتمكن من أدائها، ويُستحب أن يصليها ظهرًا أربع ركعات بدلًا عنها.
فضل يوم الجمعة
قالت دار الإفتاء إن يوم الجمعة له مكانة خاصة في الإسلام، حيث جاء في الحديث الشريف أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "خير يوم طلعت عليه الشمس يوم الجمعة، فيه خُلق آدم، وفيه أُدخل الجنة، وفيه أُخرج منها، ولا تقوم الساعة إلا في يوم الجمعة" (رواه مسلم).
فضائل يوم الجمعة
يوم الجمعة فيه ساعة لا يوافقها عبد مسلم يسأل الله شيئًا إلا أعطاه إياه وفيه تُكفَّر الذنوب بين الجمعتين إذا اجتنبت الكبائر.
سنن وآداب يوم الجمعة
حثَّ النبي النبي صلى الله عليه وسلم على الالتزام ببعض السنن في يوم الجمعة، ومنها الاغتسال والتطيب: قال صلى الله عليه وسلم: "غسل يوم الجمعة واجب على كل محتلم" (رواه البخاري ومسلم).
التبكير إلى المسجد والإكثار من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم: قال النبي: "إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة، فأكثروا عليّ من الصلاة فيه" وقراءة سورة الكهف، فمن قرأها يوم الجمعة أضاء له نور بين الجمعتين.
الإنصات للخطبة، لما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا قلت لصاحبك يوم الجمعة أنصت والإمام يخطب، فقد لغوت" (رواه البخاري ومسلم).
هل يجوز صلاة الجمعة في المنزل؟
أكدت دار الإفتاء أنه لا يجوز للرجل القادر أن يصلي صلاة الجمعة في البيت، لأنها فُرضت ليجتمع المسلمون في المساجد، استنادًا إلى قوله تعالى:"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ" (الجمعة: 9).
أما في حالة وجود عذر شرعي يمنع المسلم من الحضور، كمرض شديد أو ظروف قهرية، فإن الجمعة تسقط عنه، ويؤديها ظهرًا في المنزل.
حكم تتضيع صلاة الجمعة
ختمت دار الإفتاء بأن تضييع صلاة الجمعة دون عذر شرعي يُعد من كبائر الذنوب، ويعرّض صاحبه لوعيد شديد، بينما يُعذر من لديه سبب يمنعه من الحضور، وعلى المسلم أن يغتنم فضل يوم الجمعة بالالتزام بآدابه وسننه لينال الأجر العظيم.