فتح القيد لخريجي الكليات العلمية بكليات الطب
طلب قانوني عاجل لرئاسة الوزراء لمواجهة أزمة نقص الأطباء

تقدم الدكتور هاني سامح، المحامي، بطلب رسمي إلى رئاسة مجلس الوزراء، حمل رقم 9727841، يطالب فيه بفتح القيد في كليات الطب الحكومية أمام خريجي وطلاب الكليات العلمية والصحية، وذلك في خطوة لمواجهة النقص الحاد في الأطباء الذي يعاني منه القطاع الصحي في مصر، بالإضافة إلى تفاقم ظاهرة هجرة الأطباء إلى الخارج.
وجاء هذا الطلب بعد النقاشات المثيرة التي شهدتها الأوساط الإعلامية، خاصة بعد الحوار بين الإعلامي عمرو أديب ونقيب الأطباء، حيث طالب أديب بفرض إلزام على الأطباء المهاجرين بسداد جزء من تكاليف تعليمهم الجامعي في مصر. هذا النقاش أثار جدلاً واسعًا حول الحلول الممكنة للأزمة الصحية في مصر.
نقص الكبير في الأطباء
وأوضح الدكتور هاني سامح في طلبه، الذي تقدم به وكيلًا عن مجموعة من حملة الدكتوراه والماجستير والبكالوريوس في التخصصات الطبية والعلمية، أن مصر تواجه ما وصفه بـ "حرب صحية" تهدد الأمن الصحي القومي للبلاد. وأشار إلى أن النقص الكبير في الأطباء، الذي تفاقم بعد جائحة كورونا وهجرة أكثر من 10 آلاف طبيب سنويًا إلى دول الخليج وأوروبا وأمريكا، يشكل تهديدًا حقيقيًا لتلبية احتياجات المواطنين من الرعاية الصحية.
وأكد سامح في طلبه ضرورة إلغاء القرارات الإدارية الصادرة عن المجلس الأعلى للجامعات، التي تمنع قبول خريجي الكليات العلمية والصحية في كليات الطب. وأضاف أن هذه القرارات تتناقض مع المواد 77 و170 من قانون تنظيم الجامعات، التي تسمح بقبول حملة البكالوريوس من تخصصات مختلفة شريطة أن يتم إعفاؤهم من المواد الدراسية المتكررة بناءً على خلفياتهم الأكاديمية. كما أن هذه القيود تتعارض مع الدستور المصري، الذي يكفل حق التعليم وتكافؤ الفرص لجميع المواطنين دون تمييز.
واستشهد سامح بنماذج ناجحة في تاريخ الطب المصري، مثل الراحل الدكتور هاني الناظر، الذي تخرج من كلية الزراعة وأصبح من أبرز الأطباء في مصر، مشيرًا إلى أن فتح هذا المسار سيسمح باحتضان طاقات الشباب المتميزين الذين يحملون الشهادات العليا ويرغبون في التخصص في الطب.
سياسات مرنة لقبول خريجي الكليات العلمية
كما أشار إلى أن العديد من الدول، مثل الولايات المتحدة وبريطانيا، تتبع سياسات مرنة لقبول خريجي الكليات العلمية في كليات الطب، مما يعزز كفاءة المنظومة الصحية. وطالب سامح بسحب القرارات المقيدة فورًا وتعديل لوائح كليات الطب لتشمل خريجي الكليات العلمية والصحية، خاصة حملة الماجستير والدكتوراه، مع إعفائهم من المقررات المتكررة.
وفي ختام طلبه، شدد سامح على أن هذا الطلب ليس مجرد مطلب أكاديمي، بل هو "صرخة وطنية" تهدف إلى إنقاذ المنظومة الصحية في مصر، التي تعاني من نقص حاد في أكثر من 30 تخصصًا طبيًا حيويًا. كما أعرب عن ثقته في حكمة رئاسة مجلس الوزراء في اتخاذ قرار من شأنه دعم النظام الصحي في مصر وضمان مستقبل مشرق للأجيال القادمة.