عودة الحمى القلاعية لأوروبا.. خطر يهدد الثروة الحيوانية بعد غياب 50 عامًا

كشف الدكتور فؤاد عودة، خبير الصحة العالمية، عن خروج فيروس الحمى القلاعية عن السيطرة في عدد من الدول الأوروبية، وذلك بعد نحو خمسين عامًا من غياب المرض، مشيرًا إلى أن آخر ظهور للفيروس في المجر وبعض دول أوروبا يعود إلى نصف قرن مضى.
فيروس الحمى القلاعية
وأوضح عودة، خلال مداخلة عبر تطبيق "سكايب" من روما على شاشة "القاهرة الإخبارية"، أن مرض الحمى القلاعية، المعروف علميًا بفيروس "FMD"، يُعد من الأمراض الفيروسية التي تصيب الحيوانات، ويتسم بسرعة الانتشار، خاصةً عندما تنتقل العدوى عبر الهواء، وهو ما يتيح له قطع مسافات طويلة والانتقال من حيوان إلى آخر.
وأشار إلى أن هناك عدة وسائل أخرى لانتقال الفيروس، من بينها الاحتكاك المباشر بين الحيوانات، أو عن طريق الأدوات والملابس المستخدمة من قِبل الأطباء البيطريين والعاملين في مزارع المواشي، بالإضافة إلى انتقاله من خلال الحليب أو اللحوم
أوالأعلاف الملوثة.
عزل الحيوانات المصابة
وبيّن خبير الصحة العالمية أن الأعراض المصاحبة للإصابة تشمل ارتفاعًا مفاجئًا في درجات الحرارة، وتقرحات في الفم واللثة واللسان، إلى جانب آلام حادة في الحوافر، مؤكدًا على ضرورة الإسراع في عزل الحيوانات المصابة والتشخيص السريع وبدء المعالجة، بالإضافة إلى اتخاذ تدابير وقائية عبر اللقاحات.
وأشار إلى أنه تم تسجيل أول حالة إصابة بالحمى القلاعية في قطيع من الجاموس في ألمانيا خلال يناير الماضي، وهي أول إصابة يتم رصدها منذ قرابة 40 عامًا، ما أثار مخاوف صحية واسعة النطاق.
وكانت وكالة "روسيلخوزنادزور" الروسية قد أعلنت فرض حظر شامل على استيراد الحيوانات ومنتجاتها المعرضة للإصابة بالمرض من دول الاتحاد الأوروبي إلى روسيا، اعتبارًا من 20 يناير 2025، في محاولة للحد من انتشار الفيروس.
وفي الوقت الذي يواصل فيه فيروس الحمى القلاعية تهديد قطاع الزراعة في رومانيا، تظل صادرات اللحوم ومنتجات الألبان المجرية تشكل أكبر تحد للمزارعين الرومانيين.
وبحسب قناة "يورونيوز"، فإن هذا التحدي يتصاعد في ظل الإجراءات الصارمة التي فرضتها السلطات الرومانية في "بوخارست"، لحماية الثروة الحيوانية من هذا الوباء المتنقل، وذلك عبر تكثيف الفحوصات على الحيوانات، وتشديد الرقابة على المنتجات الحيوانية المستوردة من البلدان التي تأثرت بالفيروس، أبرزها المجر.
نهاية حالة الطوارئ في المجر
وعلى الرغم من إعلان وزير الزراعة المجري، استيفان ناجي، عن نهاية حالة الطوارئ في بلاده بعد السيطرة على التفشي الأول لمرض الحمى القلاعية، فإن رومانيا تواصل اتخاذ تدابير احترازية مشددة، بما في ذلك فرض حظر على استيراد اللحوم، الألبان، وكذلك السماد من المناطق التي شهدت تفشيًا للمرض، مثل المجر.
وأوضحت السلطات الرومانية، أنها ستخضع المزارع التي استوردت منتجات مجرية منذ بداية شهر فبراير الماضي، إلى فحوصات دقيقة ومحددة لضمان سلامة الثروة الحيوانية.