تهديد مباشر لصناعات السيارات والطيران والإلكترونيات والدفاع الأمريكية
الصين تتحدى ترامب وتوقف تصدير المعادن النادرة والمكونات الحيوية لوسائل تقنية

أوقفت الصين تصدير مجموعة واسعة من المعادن النادرة والمغناطيسيات الحيوية، في خطوة من شأنها التأثير بشدة على سلاسل التوريد العالمية في قطاعات حيوية تشمل السيارات والطائرات وأشباه الموصلات والتقنيات الدفاعية، بحسب ما أفاد به تقرير نشرته صحيفة «نيويورك تايمز».
ويعتبر هذا الإجراء جزءًا من رد الصين على الزيادة الحادة في الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس ترامب والتي بدأت في 2 أبريل.
جدير بالذكر أن هذه المغناطيسيات المقاومة تستخدم بشكل واسع في الأبحاث العلمية، وهي مصنوعة من أسلاك معدنية ملفوفة لتوليد مجالات مغناطيسية قوية ومستقرة.
وبحسب التقرير، توقفت شحنات المغناطيسيات، التي تدخل في تصنيع كل شيء من السيارات والطائرات المسيّرة إلى الروبوتات والصواريخ، في العديد من الموانئ الصينية، بينما تعمل بكين على إعداد نظام رقابي جديد على الصادرات.
ووفقًا لمصادر مطلعة حسبما أفاد التقرير، فإن النظام المرتقب قد يؤدي إلى منع دائم لتوريد هذه المنتجات لشركات معينة، وعلى رأسها المتعاقدون العسكريون الأمريكيون.

وتأتي هذه الخطوة في إطار رد انتقامي من الصين على قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رفع الرسوم الجمركية على معظم المنتجات الصينية، في إجراء دخل حيز التنفيذ في الثاني من أبريل الجاري.
هيمنة صينية وسوق تحت الحصار
يشار إلى أن الصين تنتج نحو 90% من إجمالي المعادن الأرضية النادرة عالميًا، وهي مجموعة تضم 17 عنصرًا أساسيًا في الصناعات العسكرية والتكنولوجيا الفائقة والطاقة المتجددة، وقد أدرجت بكين سبع فئات من العناصر الأرضية المتوسطة والثقيلة في قائمة القيود التصديرية، من بينها الساماريوم، والغادولينيوم، والتيربيوم، والديسبروسيوم، واللوتيتيوم، والإيتريوم، والسكانديوم.
ولا تقتصر القيود على المواد الخام فقط، بل تشمل أيضًا المغناطيسيات الدائمة، ومنتجات أخرى مصنعة يصعب إيجاد بدائل لها في الوقت الراهن، ما يزيد من تعقيد الموقف أمام الشركات الغربية.
اعتماد أمريكي شبه كامل على الصين
تمتلك الولايات المتحدة منجمًا واحدًا فقط لإنتاج العناصر الأرضية النادرة، وتستورد معظم احتياجاتها من الصين، ويرى محللون أن هذه الخطوة تمثل تصعيدًا خطيرًا قد يربك خطط الصناعات الأمريكية، ويؤجج الصراع التجاري الدائر بين بكين وواشنطن.