عبد الوهاب: زيارة الرئيس السيسي إلى قطر رسالة استراتيجية متعددة الأبعاد

أكد الدكتور أيمن عبد الوهاب، مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن الجهود المشتركة بين مصر وقطر منذ اندلاع الأزمة في قطاع غزة، تشكل نموذجًا متماسكًا وفعالًا في إدارة واحدة من أعقد الأزمات الإقليمية، في ظل تصعيد عسكري إسرائيلي وصفه بـ"الإبادة"، ومحاولات مستمرة للتهجير القسري بحق المدنيين الفلسطينيين.
وفي مداخلة هاتفية مع الإعلامية لميس الحديدي خلال برنامج «كلمة أخيرة» المذاع على قناة ON، أوضح عبد الوهاب أن هذه الجهود، بالتنسيق مع الولايات المتحدة، نجحت في تحقيق عدد من النتائج الإيجابية، من أبرزها التوصل إلى هدنة وإن كانت قد تم خرقها لاحقًا من قبل إسرائيل.
المبادرة المصرية بدعم دولي
وشدد عبد الوهاب على أن التحركات السياسية المصرية، والتي تتجسد في مبادرة رسمية جديدة لحل الأزمة، تحظى بدعم إقليمي ودولي كبير، وهو ما يعزز من فرص تحقيق أهدافها المتعلقة بوقف إطلاق النار، ومنع التهجير، والبدء في إعادة الإعمار.
وأضاف: "الاستمرار في الضغط على إسرائيل وإحاطتها بسلسلة من المبادرات السياسية أمر ضروري، خصوصًا أن الواقع على الأرض لا يحتمل المراوغة، بل يحتاج إلى مبادرات قوية وواقعية".
زيارة السيسي للدوحة
وفي سياق متصل، أكد عبد الوهاب أن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى دولة قطر، والتي تأتي في توقيت حساس، تمثل رسالة استراتيجية متعددة الأبعاد، مبينًا أن هذه الزيارة تُعبر عن تصاعد وتيرة التنسيق العربي المشترك، لا سيما مع الجانب القطري، وتبعث برسالة واضحة إلى جميع الأطراف بأن التحالفات العربية قائمة ومتماسكة.
وأشار إلى أن الزيارة تتجاوز البعد الثنائي بين مصر وقطر، لتؤكد أن التنسيق العربي ما زال حاضرًا في القضايا المصيرية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
حملات التشويه الإسرائيلية
وعن سؤال لميس الحديدي حول ما إذا كانت الزيارة تُعد ردًا مباشرًا على التسريبات الإسرائيلية الأخيرة حول ما سُمي بـ"قطر جيت"، أجاب عبد الوهاب: "بلا شك، التنسيق العالي بين مصر وقطر يثير انزعاج إسرائيل، ولهذا تلجأ إلى حملات تشويه وبث شائعات، في إطار سياسة 'فرق تسد' التي اعتادت استخدامها".
وأضاف أن هذه المحاولات لن تنجح في النيل من مستوى التنسيق أو التأثير عليه، لأن القاهرة والدوحة تمتلكان رؤية مشتركة وآليات تعاون فعالة، قادرة على إحباط تلك المحاولات.

رؤية مصرية ثلاثية الأبعاد
واختتم عبد الوهاب حديثه بالتأكيد على أن السياسة الخارجية المصرية تقوم على ثلاثية متكاملة: الأمن، والاستقرار، والتنمية، وهي الفلسفة التي تنعكس بوضوح في تعاطي مصر مع القضايا الإقليمية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
وشدد: "مصر تتحرك على أساس رؤيتها الإقليمية ودورها المحوري، وعندما تتقدم بمبادرات أو تنسق المواقف مع أطراف عربية مؤثرة كقطر، فإنها تسعى إلى خلق أرضية تفاهم عربي مشترك يدعم الاستقرار ويواجه محاولات زعزعة المنطقة".