عاجل

سفير قطر : زيارة الرئيس السيسى للدوحة محطة بارزة في مسيرة العلاقات الثنائية

أمير قطر يستقبل الرئيس
أمير قطر يستقبل الرئيس السيسى بالدوحة

في ظل ما تشهده العلاقات المصرية القطرية من تطور لافت على كافة الأصعدة، تأتي زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى دولة قطر لتشكّل محطة جديدة في مسار التعاون الاستراتيجي بين البلدين الشقيقين، وتعكس الرغبة المتبادلة في تعزيز أواصر الشراكة السياسية والاقتصادية والثقافية. 

وتكتسب هذه الزيارة أهمية خاصة نظراً إلى ما تمر به المنطقة من تطورات متسارعة وتحديات إقليمية تستوجب المزيد من التنسيق والتشاور، وهو ما يؤكد عليه السفير طارق علي فرج الأنصاري، سفير دولة قطر لدى القاهرة والمندوب الدائم لدى جامعة الدول العربية، الذي يرى أن العلاقات بين الدوحة والقاهرة دخلت مرحلة جديدة من التفاهم والعمل المشترك في ضوء اللقاءات المتبادلة بين القيادتين، والجهود المستمرة للسفارة القطرية لدفع التعاون نحو آفاق أرحب، بما يعزز استقرار المنطقة ويخدم القضايا العربية وعلى رأسها القضية الفلسطينية، إلى جانب توسيع نطاق التعاون الثنائي في مجالات الاستثمار والتجارة والثقافة والمجتمع.

أكد الأنصاري، أن الزيارة تمثل محطة بارزة في مسيرة العلاقات الثنائية، وتشكل نقلة نوعية نحو شراكة استراتيجية تعكس مستوى الثقة والتعاون المتبادل بين البلدين الشقيقين؛ مشيرا في تصريحات صحفية، إلى أن هذه الزيارة تأتي امتدادًا لسلسلة من اللقاءات رفيعة المستوى التي جمعت بين قيادتي البلدين، بدءًا من زيارة الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد، إلى القاهرة في يونيو 2022، وزيارة الرئيس السيسي إلى الدوحة في 13 سبتمبر من العام نفسه، وحضوره حفل افتتاح بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022، وهو ما كان له بالغ الأثر في فتح آفاق جديدة للتعاون في مختلف المجالات، خاصة السياسية والاقتصادية.

وأوضح السفير القطري أن الزيارة الثالثة للرئيس السيسي إلى قطر تحظى بأهمية خاصة، نظرًا لتوقيتها الحساس في ظل التطورات المتسارعة التي يشهدها الشرق الأوسط والمنطقة العربية، مشيرًا إلى أن العلاقات الثنائية تشهد نموًا وتطورًا في كافة القطاعات، لا سيما في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية، وهو ما يعكس الإرادة المشتركة لدى القيادتين لتعزيز الشراكة والعمل المشترك في مواجهة التحديات.

تنسيق المواقف

يشير السفير القطري في تصريحاته إلى أن زيارة الرئيس المصري تأتي في ظل الحاجة إلى تنسيق المواقف وتكثيف التشاور حول أبرز القضايا الإقليمية والدولية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، مؤكدًا أن البلدين يدركان حجم التحديات المشتركة ويتعاملان معها بروح من المسؤولية والالتزام، مشددًا على أن الزيارة تمثل دفعة قوية للجهود القطرية-المصرية الساعية إلى وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وتثبيت التهدئة، وضمان دخول المساعدات الإنسانية والطبية والإيوائية، فضلًا عن مواصلة التنسيق مع الجانب الأمريكي في إطار الوساطة.

وأشار إلى أن الزيارة تمثل أيضًا فرصة لبحث سبل إعادة إعمار قطاع غزة، وتوفير الظروف المناسبة لنجاح مؤتمر القاهرة للتعافي المبكر وإعادة الإعمار، بما يدعم صمود الشعب الفلسطيني على أرضه، ويعزز فرص السلام والاستقرار في المنطقة.

وفي السياق ذاته، قال الأنصاري: "الزيارة تعكس رغبة الجانبين في استمرار التنسيق والعمل المشترك لخفض التوتر في المنطقة، وتجنب التصعيد، من خلال دعم مسار التسوية السياسية التي تضمن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، باعتبارها الحل النهائي للصراع".

كما لفت إلى أن الزيارة تأتي تتويجًا للتقدم المُحرز في أعمال الدورة الخامسة للجنة العليا القطرية-المصرية المشتركة لعام 2024، والتي هدفت إلى دفع آفاق التعاون الاستثماري والتنسيق السياسي، مشيرًا إلى أن العلاقات الاقتصادية بين البلدين شهدت تطورًا ملحوظًا، انعكس من خلال زيارات ومحادثات ثنائية، أبرزها زيارة كامل الوزير، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية ووزير الصناعة والنقل، إلى الدوحة في فبراير الماضي، وزيارة الشيخ محمد بن عبد الله آل ثاني، وزير المواصلات، إلى القاهرة في يناير، إلى جانب اجتماعه برئيس غرفة قطر ورئيس اتحاد الصناعات المصرية محمد زكي السويدي.

التعاون الاقتصادي

وأوضح الأنصاري أن محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية، قام بزيارة إلى مصر في نوفمبر 2024، ركزت على دعم التعاون الاقتصادي والاستثماري، حيث التقى خلالها بالرئيس السيسي ورئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي.

كما كشف عن أن حجم التبادل التجاري بين البلدين ارتفع بنسبة 38% في عام 2024، ليصل إلى نحو 746 مليون ريال قطري، مقارنة بـ540 مليون ريال في عام 2023، وهو ما يعكس النمو المتزايد في العلاقات التجارية والاستثمارية.

وعلى الصعيد الثقافي، أكد الأنصاري أن التعاون يشهد ازدهارًا ملحوظًا، حيث شهد العام الحالي تنظيم فعاليات الأسبوع الثقافي المصري في الدوحة، إلى جانب الإعلان عن اختيار دولة قطر ضيف شرف لمعرض القاهرة الدولي للكتاب 2027، واستعداد البلدين لتنظيم أسبوع ثقافي قطري في القاهرة، في إطار دعم الروابط الثقافية بين الشعبين.

ونوّه إلى أن الجالية المصرية في قطر، والتي تُقدّر بنحو 200 ألف نسمة، تُعد من أكبر الجاليات، ولها دور مهم في دعم الاقتصاد القطري والمشاركة في مسيرة التنمية، وتحقيق رؤية قطر الوطنية 2030.

أما فيما يتعلق بالمبادرات المجتمعية، فأكد الأنصاري أنها تأتي في إطار سياسة دولة قطر لدعم التنمية المستدامة، ومن منطلق التزامها بتعزيز التعاون الدولي، لافتًا إلى التنسيق مع الحكومة المصرية لدعم قطاعات الصحة والتعليم والتمكين الاقتصادي والعمل الخيري، بهدف تحقيق التنمية الاجتماعية ومكافحة الفقر وتوفير الدعم للفئات الأكثر احتياجًا، بما في ذلك الأطفال والمعاقين والأيتام.

وقال في هذا السياق: “هذه هي سياسة دولة قطر كعضو فاعل ومسؤول في محيطها العربي والإقليمي والدولي، بما يتسق مع مبادئ وأهداف ميثاق جامعة الدول العربية والأمم المتحدة”.

وفي ختام تصريحاته، شدد طارق الأنصاري على أن العلاقات بين دولة قطر وجمهورية مصر العربية راسخة ومتجذرة، وتحظى بدعم قوي من قيادتي البلدين، مؤكدًا أن روح الترابط والتلاحم والتضامن، سواء على المستوى الرسمي أو الشعبي، ستظل الركيزة الأساسية لتعزيز الشراكة الأخوية بين البلدين الشقيقين.

تم نسخ الرابط