أحمد موسى: الاستثمارات القطرية في مصر تُقدَّر بنحو 5 مليارات دولار (فيديو)

في زيارة وُصفت بأنها تحمل دلالات استراتيجية في توقيت إقليمي حساس، استقبل الأمير تميم بن حمد آل ثاني، أمير دولة قطر، الرئيس عبد الفتاح السيسي استقبالًا رسميًا حافلًا، في ثالث زيارة رئاسية مصرية إلى الدوحة منذ استئناف العلاقات بين البلدين.
وأكد الإعلامي أحمد موسى، خلال برنامجه «على مسئوليتي» المذاع على قناة «صدى البلد»، أن اللقاء عكس روحًا من الود والتفاهم السياسي بين القيادتين، مشيرًا إلى أن الزيارة شملت جلسة مباحثات ثنائية موسعة تطرقت إلى عدة ملفات إقليمية واقتصادية ذات اهتمام مشترك.
استثمارات قطرية
خلال حديثه، أوضح أحمد موسى أن الاستثمارات القطرية في مصر تُقدَّر بنحو 5 مليارات دولار، معظمها في قطاعات السياحة والعقارات، إلى جانب بعض الأنشطة الاستثمارية الأخرى، وهو ما يعكس اهتمام الدوحة المتزايد بالسوق المصري كوجهة آمنة للاستثمار في ظل الاستقرار السياسي والاقتصادي.
ورغم ذلك، لفت موسى إلى أن حجم التبادل التجاري بين البلدين لا يتجاوز 300 مليون دولار فقط، معتبرًا هذا الرقم متواضعًا ولا يعكس حجم العلاقات السياسية بين القاهرة والدوحة، ما يستوجب بحسب رأيه خططًا عملية لتوسيع التعاون التجاري وفتح آفاق جديدة للشراكة الصناعية والزراعية والتكنولوجية.
دور محوري في غزة
سلّط موسى الضوء على التنسيق القائم بين مصر وقطر في الملف الفلسطيني، وخاصة ما يتعلق بقطاع غزة، مؤكدًا أن الدولتين تلعبان دورًا مهمًا في التهدئة، ووقف إطلاق النار، وإدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع المحاصر.
وأشار إلى أن الجهود الدبلوماسية المشتركة بين القاهرة والدوحة تزداد أهميتها مع تفاقم الأوضاع الإنسانية، وتعثّر المساعي الدولية، معتبرًا أن هذا التنسيق يعكس مسؤولية سياسية وإنسانية تشاركها العاصمتان لحفظ أمن واستقرار المنطقة.
محطة جديدة في الكويت
وبعد ختام زيارته لقطر، أعلن أحمد موسى أن الرئيس عبد الفتاح السيسي سيغادر إلى دولة الكويت الشقيقة، حيث من المنتظر أن يعقد لقاءً ثنائيًا مع أمير البلاد، في محطة جديدة ضمن جولة خليجية تهدف إلى توطيد العلاقات الثنائية وتنسيق المواقف الإقليمية.
وأضاف موسى أن زيارة الرئيس للكويت تحمل دلالات دعم متبادل وتعزيز للشراكات التنموية والاستراتيجية، في ظل التحديات التي تواجه العالم العربي، مشددًا على أن العودة القوية للدور المصري في الخليج تسهم في ترسيخ الأمن والاستقرار الإقليمي.

قراءة في المشهد
تؤكد زيارة الرئيس السيسي لقطر ثم الكويت أن الدبلوماسية المصرية تمضي بخطى واثقة نحو تعزيز علاقاتها مع محيطها العربي والخليجي.
وفي ظل التقلبات الإقليمية والضغوط الاقتصادية العالمية، يبدو أن القاهرة تراهن على بناء شراكات متينة ومستدامة تستند إلى الثقة السياسية والمصالح المشتركة، وهو ما يتطلب تنسيقًا أكبر في الملفات الاقتصادية والأمنية والإنسانية، وعلى رأسها ملف غزة والتعاون الاستثماري والتجاري.