عاجل

علي جمعة عن فوضى الفتاوى : لا تأخذوا دينكم إلا من مصادر علمية موثوقة (فيديو)

الدكتور علي جمعة
الدكتور علي جمعة

في عصرٍ تزايدت فيه المنصات الإلكترونية وتعددت فيه مصادر المعلومات الدينية، أطلق الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف ومفتي الديار المصرية الأسبق، تحذيرًا قويًا من الانجرار وراء من يروجون للعلم الشرعي دون تأصيل أو تحقق علمي.

جاء ذلك خلال ظهوره في حلقة من بودكاست "مع نور الدين"، المذاع على قناة الناس، حيث سلط الضوء على خطورة التلقي العشوائي للدين من وسائل التواصل، دون تمحيص في هوية ومصدر القائل، ودون فحص لطريقة العرض أو خلفية المنصات التي تنشر تلك الآراء.

ثلاثة معايير أساسية 

وقدّم د. جمعة ثلاث قواعد ذهبية للتمييز بين المنصة الدينية المؤهلة لنقل العلم، وتلك التي تنشر محتوى دينيًا قد يكون مشوشًا أو مزيفًا، أولًا: "اسأل نفسك سؤالًا بسيطًا: هل المتحدث يقرأ من كتاب موثوق؟ أم يقول كلامًا مرسلًا؟".

وأوضح أن وجود مصدر مكتوب وموثق هو الخطوة الأولى لتقييم المعلومة الدينية، بينما الكلام المرسل دون تأصيل يُعد فاقدًا للشرط الأساسي للعلم.

ثانيًا: " التأكد من الخلفية العلمية للشخص أو المنصة، مشيرًا إلى أن: "الأمريكان عندهم مبدأ مهم اسمه: من هو؟"، وتابع: "يعني، المتحدث ده شيخ أزهري؟ عالم تخرّج في القرويين؟ الزيتونة؟ علماء الحرمين؟ المهم أنه تابع لمحضن علمي معتمد".

وأكد أن الأزهر الشريف، رغم ريادته، لا يُحتكر وحده الفضل، فكل مؤسسة علمية راسخة تعد مصدرًا موثوقًا إذا انطبقت عليها معايير التأصيل والمنهج.

السياسة تفسد العلم 

أما المعيار الثالث والأخطر، فهو التحرر من التوجه السياسي، حيث شدد د. جمعة على أن التسييس يُفقد الفتوى نزاهتها، قائلًا: "السياسة، حين تتدخل في العلم، تفسده.. وتحوّل التوجيه العلمي إلى غرض أيديولوجي، وهذا مرفوض تمامًا".

وبيّن أن المنصات التي تتبع أحزابًا أو تيارات سياسية لا يمكن أن تنقل علمًا نقيًا، مضيفًا: "ده يبقى علم مغشوش.. كما أن هناك تدينًا مغشوشًا، هناك أيضًا علم مغشوش".

<strong>برنامج مع نور الدين</strong>
برنامج مع نور الدين

لا تستمع حتى لو كان القول صحيحًا

وفي رسالة غير تقليدية، قال جمعة، إن المستمع العادي عليه أن يتجنب الاستماع لأي شخص لا يعرف خلفيته العلمية أو التوجه الذي ينتمي إليه، حتى وإن بدا كلامه منطقيًا وصحيحًا، مستكملاً: "ما المنصات كتير، والدنيا هايصة، لو مش قادر تتأكد من هوية المتحدث ومرجعيته، بلاش تسمع له أصلاً".

واختتم حديثه بالتأكيد على القاعدة الأصولية الشهيرة: "فانظروا ممن تأخذون دينكم"، فليس كل من تحدث باسم الدين أهلٌ لأن يؤخذ عنه العلم، ولا كل من لبس العباءة يستحق أن يتصدر للفتوى، موجهًا دعوة واضحة وصادقة إلى جمهور المتلقين للعلم الشرعي عبر الإنترنت، قائلاً:"تمهّلوا، وابحثوا، وتأكدوا ممن تتلقون عنهم دينكم، فإن العلم دين، والدين أمانة، والعشوائية في التلقي قد تضلل، وتُخرج أجيالًا تتبع هوى من لا علم لهم".

تم نسخ الرابط