استشاري علاقات أسرية: وعود الخطوبة ملزمة.. والتراجع عنها مرفوض |فيديو

أكدت الدكتورة نادية جمال، استشاري العلاقات الأسرية، أن الاتفاقات التي يتم التوصل إليها خلال فترة الخطوبة، خاصة ما يتعلق بحقوق الزوجة في مواصلة العمل، يجب أن تكون محل احترام بعد الزواج، ولا يجوز التراجع عنها، معتبرة ذلك من أساسيات بناء علاقة زوجية مستقرة.
وخلال مداخلة هاتفية في برنامج «وللنساء نصيب» على قناة صدى البلد، شددت جمال على أن "الوفاء بالوعود جزء من أخلاقيات العلاقة الزوجية، ويُعبّر عن الاحترام المتبادل بين الطرفين"، مضيفة: "إذا وعد الزوج زوجته خلال الخطوبة بأنها ستستمر في عملها، ثم نكث هذا الوعد بعد الزواج، فذلك غير مقبول أخلاقيًا ولا مجتمعيًا، طالما أن الزوجة تؤدي واجباتها الأسرية دون تقصير."
ونبهت إلى أن خرق الاتفاقات السابقة يعكس عدم نضج في العلاقة، وقد يهدد الاستقرار الأسري، مطالبة الشباب المقبلين على الزواج بضرورة توضيح وتوثيق التفاهمات منذ البداية لتفادي الصدامات المستقبلية.
أساس الثقة الزوجية
وأكدت استشاري العلاقات الأسرية، أن الوفاء بالوعود التي تُبرم خلال فترة الخطوبة ليس مجرد التزام عابر، بل انعكاس لنضج الطرفين واحترامهما لما اتفقا عليه، مشيرة إلى أن هذه الوعود تُعد جزءًا أساسيًا من بناء الثقة بين الزوجين.
وأضافت :"الرجل بكلمته، والكلمة وعد، والوعد التزام.. خاصةً في الزواج، لأنه مؤسسة قائمة على الثقة المتبادلة والاحترام العميق."
وأوضحت أن نكث العهود، خصوصًا المتعلقة بحقوق المرأة في العمل أو الاستقلالية، قد يترك آثارًا نفسية سلبية ويخلق فجوة في العلاقة، تؤدي إلى شرخ يصعب ترميمه، قائلة:
"خيبة الأمل الناتجة عن خيانة الوعد، تُفقد الزوجة التوازن والاستقرار الذي تحتاجه لاستمرار الحياة الزوجية بسلاسة."
توثيق الوعود لحماية الحقوق
وفي خطوة وصفتها بـ"الضرورية" لضمان الاستقرار الأسري، دعت د. نادية جمال إلى تضمين الاتفاقات الجوهرية – مثل استمرار الزوجة في العمل – ضمن وثائق الزواج الرسمية، قائلة:
"مثلما نكتب قائمة المنقولات لحماية الحقوق المادية، يجب أن نُدرج المبادئ التي اتفق عليها الطرفان، وعلى رأسها حقوق كل طرف التي تُمثل أساس العلاقة."
واعتبرت أن هذه الخطوة تمثل نوعًا من "الدستور المصغّر للحياة الزوجية"، يمكن الرجوع إليه في حالات الخلاف، لتذكير الزوجين بما ارتضوه سويًا عند بداية المشوار، وبما يضمن بقاء الاحترام والوضوح أساسًا للعلاقة الزوجية.

الحوار مفاتيح الحلول
واختتمت استشاري العلاقات الأسرية حديثها بالتأكيد على أن الخلافات أمر طبيعي في الحياة الزوجية، لكن تجاوزها لا يتحقق إلا بـالحوار الصادق والنية الطيبة، مؤكدة أن "كل علاقة زوجية تمر بلحظات توتر، لكن ما يفرق بين علاقة ناجحة وأخرى فاشلة هو قدرة الطرفين على الرجوع إلى لغة العقل والاحترام المتبادل".
كما دعت الأزواج إلى عدم التقليل من قيمة الاتفاقات التي تُبرم أثناء فترة الخطوبة، لأنها تمثل أرضية الثقة بين الشريكين، وتحدد ملامح الحياة المستقبلية، قائلة: "الالتزام بالكلمة يرسخ مفاهيم الثقة ويجنب الأسرة الكثير من الأزمات التي يمكن أن تُجنّب لو فُعّل الوعد وتحول إلى فعل حقيقي على الأرض".
وفي ختام حديثها، وجهت رسالة مباشرة للأزواج: "كونوا أمناء على وعودكم، فالحياة الزوجية لا تُبنى بالكلمات فقط، بل بالوفاء بها حين يحين وقتها".