الجامع الأزهر يستضيف الملتقى السادس عشر حول «الترابط الأسري وبناء المجتمع»

يعقد غداً الجامع الأزهر، الملتقى الفقهي، بين الشرع والطب السادس عشر بعنوان "رؤية معاصرة"، والذي يناقش "الترابط الأسري وبناء المجتمع"، ويستضيف الملتقى الدكتور عباس شومان، الأمين العام لهيئة كبار العلماء، والدكتور عبد المنعم فؤاد، المشرف العام على الأنشطة العلمية بالرواق الأزهري، ويُدير الحوار الإعلامي سعد المطعني، مدير عام سابق بإذاعة القرآن الكريم.
الأزهر يناقش "الترابط الأسري وبناء المجتمع"
وأكد الدكتور عبد المنعم فؤاد، المشرف العام على الأروقة الأزهرية، أن الملتقى يُعدّ منصة هامة لتوضيح الصلة الوثيقة بين الطب والشرع في شتى مناحي الحياة، ويعكس جهود الأزهر في تقديم حلول متكاملة تتماشى مع الدين الإسلامي وتحديات العصر، مشيراً إلى أن الإسلام جعل البيت مكاناً للسكينة القلبية والاطمئنان النفسي، فليس البيت في الإسلام مكانا للنزاع والشقاق والخصام، وأن الحكمة البالغة في خلق كلا الجنسين على نحو يجعله موافقاً للآخر ملبياً لحاجاته الفطرية، أن يجد عنده الراحة والطمأنينة والاستقرار، وأن نجاح الأسرة يبدأ أولاً باختيار الشريك؛ حيث يتقرب كل طرف إلى الله بحسن معاشرة شريكه محتسباً ثوابه عند الله؛ لأن صاحب الدين والخلق يمنعه دينه وخلقه من الظلم مخافة الله، مستحضراً الوعيد فيمن ظلم وهتك، مؤكداً على أن ميثاق الزواج ميثاق غليظ وقدره عظيم، وأن الإسلام جاء بحسن الصلة والود بين الزوجين بما يدخل السرور ويوثق المودة.
من جانبه، أشار الدكتور هاني عودة إلى أن الملتقى يعد خطوة مهمة نحو تعزيز الوعي المجتمعي حول أهمية القضايا الفقهية والطبية، مؤكدًا على ضرورة بناء مجتمع واعٍ بأهمية الحفاظ على قيم الشريعة في ضوء التطورات الطبية.

وأضاف :"لقد جاء الإسلام والعلاقات الأسريَّة في فوضى وانحلال فأراد إنقاذ البشرية من هذا السوء؛ لذا جعل الإسلام الأسرة هي وحدة بناء المجتمع، وأحاطها بسياجٍ كبير من التشريعات التي تضمن لها الجدية والنجاح.
وقال :"قد وصلتْ عناية الإسلام بهذا المكون الرئيس للمجتمع إلى درجة كبيرة، حتى إن هذه العناية امتدتْ إلى ما قبل تأسيسها في مُحَاوَلة إلى انتقاء عناصر بنائها بما يحقِّق التلاؤُم، والانسجام، ويُقَلِّل من دوافع الفشل لبنيانها، بل إن الإسلام حث أتباعه على المساهَمة في تكوين هذه الأسرة عبر وسيلته المشروعة وهي الزواج، الذي اعتبره الإسلام إحدى سُنَن الله في الخلق لما يحققه من مقاصد في الحياة الإنسانية.
وأكد الجامع الأزهر أن هذا اللقاء يأتي برعاية فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، وبتوجيهات من الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر الشريف، كما أن هذا الملتقى يأتي امتدادًا لسلسلة من الفعاليات التي تعزز من الحوار البنّاء والمثمر في مجتمعاتنا، ومن المقرر أن يعقد يوم الاثنين من كل أسبوع بعد صلاة المغرب بالظلة العثمانية بالجامع الأزهر.