عاجل

منال الخولي: الوفاء بالعقود ركيزة شرعية وأخلاقية في العلاقة الزوجية (فيديو)

الدكتورة منال الخولي
الدكتورة منال الخولي

أكدت الدكتورة منال الخولي، عميدة كلية التربية بنات بجامعة الأزهر، أن الوفاء بالعقود والعهود يُعد من المبادئ الأساسية والراسخة في الشريعة الإسلامية، مشيرة إلى أن هذا الأصل القرآني يحكم كل مجالات العلاقات الإنسانية، وعلى رأسها العلاقة الزوجية، التي يجب أن تبنى على الاحترام والالتزام المتبادل.

جاءت تصريحات الدكتورة منال خلال تقديمها لحلقة جديدة من برنامج "وللنساء نصيب"، المذاع عبر شاشة قناة صدى البلد، حيث تناولت في حديثها البعد الديني والاجتماعي لأهمية الالتزام بالعهود داخل مؤسسة الزواج.

الوفاء بالعقود أصل قرآني 

استهلت الدكتورة منال حديثها بتأكيد أن الوفاء بالعقود ليس فقط خلقًا محمودًا، بل أمر إلهي صريح، مستشهدة بقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ}، مشيرة إلى أن هذا النص يُعد قاعدة شرعية عامة تشمل العقود الرسمية والاتفاقات الخاصة بين الناس.

وأوضحت أن الزواج، باعتباره عقدًا شرعيًا واجتماعيًا، لا يقتصر على ما يُكتب رسميًا أو يُوثق في الأوراق، بل يشمل كذلك الاتفاقات الشفهية التي يتم التوصل إليها بين الزوجين بنية الالتزام، مؤكدة أن النية والاتفاق يمثلان عهدًا يُحاسب عليه الإنسان أمام الله والمجتمع.

حقوق وواجبات متبادلة 

وفي سياق حديثها عن طبيعة العلاقة الزوجية، شددت د. منال الخولي على أن الزواج ليس مجرد إطار شكلي، بل هو منظومة من الحقوق والواجبات المتبادلة، يتعين على كل طرف فيها الالتزام بما تم الاتفاق عليه من مسؤوليات ووعود.

وقالت: "من حقوق الزوج على زوجته الطاعة في المعروف، ومن حقوق الزوجة على زوجها الوفاء بما قطعه من التزامات، سواء في الأمور المادية أو المعنوية، والتي تُعد أساسًا متينًا لبناء حياة زوجية مستقرة وعادلة."

التراجع عن العهود 

وأشارت د. منال إلى أن الحياة الزوجية بطبيعتها لا تخلو من المتغيرات والتحديات، لكن لا يجوز لأي طرف أن يتراجع عن اتفاق واضح أو التزام سبق أن أُبرم، إلا بعد نقاش مشترك ومبرر منطقي يُقنع الطرف الآخر.

وأضافت أن نقض العهود دون حوار أو مراعاة للطرف الآخر يُعد إخلالًا بالقيم الإسلامية، ويساهم في زعزعة الثقة وخلق فجوات قد تقود إلى الانفصال أو الخلافات المتكررة.

<strong>الدكتورة منال الخولي</strong>
الدكتورة منال الخولي

مفتاح الاستقرار الأسري

واختتمت عميدة كلية التربية بنات حديثها بالتأكيد على أن الحوار والتفاهم هما أساس نجاح العلاقة الزوجية، موضحة أن الاستماع المتبادل والاحترام بين الزوجين قادران على تجاوز الكثير من المشكلات اليومية.

ودعت إلى ضرورة تعزيز الوعي الأسري والثقافة الزوجية بين الشباب والفتيات المقبلين على الزواج، مشيرة إلى أن الالتزام بالعقود والعهود لا ينبغي أن يُنظر إليه على أنه أمر قانوني فقط، بل واجب ديني وأخلاقي يعكس صدق النية واستقامة السلوك.

وفي نهاية حديثها، وجهت عميدة كلية التربية بنات بجامعة الأزهر، رسالة إلى الأزواج والزوجات بضرورة الوفاء بكل وعد وميثاق، مشددة على أن بناء بيت سعيد يبدأ من احترام الكلمة، والوفاء بها، قائلة: "إن الكلمة عند المسلم عقد، والعقد عند الله أمانة".

تم نسخ الرابط