علي فخر: تطهير المال ورد الحقوق مقدم على أداء المناسك (فيديو)

في إطار التوعية الدينية والرد على استفسارات الجمهور المتعلقة بالعبادات، أكد الدكتور علي فخر، أمين الفتوى بـدار الإفتاء المصرية، أن أداء فريضة الحج لا يجوز إلا من مال حلال طيب، موضحًا أن الله سبحانه وتعالى لا يقبل من الأعمال والنفقات إلا ما كان خالصًا ونقيًا في مصدره، وفقًا لما جاء في النصوص الشرعية والأحاديث النبوية الشريفة.
فريضة الحج عبادة
وخلال استضافته في برنامج "فتاوى الناس" على شاشة قناة الناس، شدد أمين الفتوى على أن المال الحرام لا يجوز أن يُستخدم في أداء العبادات، وعلى رأسها الحج، الذي يُعد من أعظم الشعائر وأقربها إلى الله.
وقال: "الحج فريضة نُقبل فيها على الله عز وجل، فكيف نذهب إلى بيته بمال خبيث؟! الله طيب لا يقبل إلا طيبًا. من أراد أن يؤدي فريضة الحج، فعليه أولاً أن يتحرى مصدر ماله ويتأكد من حلِّه ومشروعيته."
الحديث النبوي دليل
وأوضح الدكتور علي فخر أن هناك حديثًا نبويًا شريفًا يوضح خطورة أداء الحج من مال غير مشروع، حيث قال النبي ﷺ:"إذا خرج الحاج فقال: لبيك اللهم لبيك، وكان ماله من حرام، قيل له: لا لبيك ولا سعديك، حجك مردود عليك، مالك حرام وزادك حرام"، مشيرًا إلى أن المال الحرام يفسد أثر العبادة، ويمنع قبولها عند الله، حتى وإن ظهرت صحيحة في ظاهرها.
تابع أمين الفتوى حديثه مؤكدًا أن رد الأموال إلى أصحابها والتوبة الصادقة عن الكسب الحرام، يُعد أولى وأوجب من أداء الحج بمال غير مشروع مضيفًا: "من كان ماله مختلطًا بحقوق الآخرين، فعليه أولًا تطهير ماله ورد الحقوق إلى أهلها، فذلك أولى من الذهاب إلى الحج، لأن الله لا يقبل الطاعات المبنية على ظلم الغير أو أكل أموالهم بالباطل."
النية الصادقة تكفي
في رسالة تطمينية لمن لا يستطيع أداء الحج بسبب ظروف مالية مشبوهة أو التوبة من مال حرام، أكد الدكتور فخر أن النية الصادقة لها وزن عظيم في ميزان الشريعة، مستشهدًا بقول النبي ﷺ: "إنما يُبعث الناس على نياتهم".
وأوضح: "إذا أخلص الإنسان النية في التوبة ورد المال لأصحابه، وتمنّى أداء الحج في حال الاستطاعة، فإن الله لا يُضيع أجر المخلصين، وقد يُكتب له أجر الحج حتى وإن لم يسعفه الوقت للسفر."

الحلال في القربات
واختتم أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، حديثه برسالة روحية واضحة، دعا فيها الجميع إلى التحري في مصادر الكسب والمال، خاصة عند الإقبال على أداء العبادات الكبرى مثل الحج والعمرة، قائلاً:"نسأل الله أن يُصلح نياتنا، ويطهر أموالنا، ويجعلنا من الحجاج المقبولين.. فليكن الحلال أساسًا في كل خطواتنا، لا سيما في الأعمال التي نتقرب بها إلى الله."
وتابع: «في زمن كثرت فيه التحديات الاقتصادية والفرص المتنوعة للكسب، تبقى دعوة العلماء للتثبت من الحلال والحرام نبراسًا يُنير الطريق للمؤمنين في دنياهم وأخراهم».