عاجل

دعوات للوحدة.. لبنان يحيي الذكرى الخمسين للحرب الأهلية (فيديو)

الحرب اللبنانية الأهلية
الحرب اللبنانية الأهلية

في مشهد رمزي يحمل الكثير من الدلالات التاريخية والوطنية، أحيا لبنان اليوم الذكرى الخمسين لاندلاع الحرب الأهلية، التي تركت جراحًا عميقة في وجدان اللبنانيين ولا تزال تداعياتها تلقي بظلالها على المشهد السياسي والاجتماعي، وجاءت الفعاليات وسط دعوات رسمية وشعبية للتأمل في دروس الماضي وتجاوز مسبباته، وفي مقدمتها الطائفية السياسية والانقسامات الداخلية.

ساحة الشهداء رمز للوحدة

نقل مراسل "القاهرة الإخبارية" من بيروت، أحمد سنجاب، مشاهد حية من قلب العاصمة اللبنانية، حيث احتشد المواطنون والمسؤولون في ساحة الشهداء، التي كانت خلال سنوات الحرب الأهلية خط تماس يفصل بين بيروت الشرقية والغربية، لتتحول اليوم إلى رمز للوحدة الوطنية والتلاقي.

وشهدت الساحة وضع إكليل من الزهور على نصب الشهيد المجهول من قبل رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام، في مشهد مؤثر يُجسد تكريمًا لأرواح جميع الشهداء، سواء من ضحايا الحرب الأهلية أو الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة التي تعرض لها لبنان خلال العقود الماضية.

رسائل سياسية حاسمة

في إطار إحياء الذكرى، حملت التصريحات الرسمية رسائل واضحة ومباشرة تدعو إلى طي صفحة الماضي، وتثبيت دعائم الدولة كمرجعية وحيدة لجميع اللبنانيين؛ فقد أكد رئيس الجمهورية، "العماد جوزيف" عون في كلمة له أمس أن "الدولة يجب أن تكون المظلة الجامعة"، مشددًا على ضرورة حصر السلاح في يد الجيش اللبناني والقوى الأمنية الرسمية، لضمان عدم تكرار مشاهد الفوضى والاقتتال التي عصفت بالبلاد في السبعينات والثمانينات.

وأعاد رئيس الحكومة نواف سلام، خلال كلمته اليوم من ساحة الشهداء، التأكيد على هذه الرسائل، مطالبًا بترسيخ مبدأ المواطنة، وتحييد لبنان عن أي صراعات داخلية أو إقليمية، والعمل الجاد لإزالة المسببات الجوهرية التي أدت إلى الحرب الأهلية، وعلى رأسها الطائفية السياسية والتدخلات الخارجية.

تجديد العقد الوطني

وسط حضور إعلامي وشعبي لافت، تجددت الدعوات من داخل الساحة لإعادة النظر في النظام السياسي اللبناني القائم على المحاصصة الطائفية، وفتح حوار وطني حقيقي يفضي إلى عقد اجتماعي جديد قائم على دولة مدنية، تعلو فيها المواطنة على الانتماءات الضيقة.

ونقل سنجاب عن عدد من المواطنين المشاركين في إحياء الذكرى، أن "الخمسين عامًا كافية لاستخلاص العبر"، مؤكدين أن الشباب اللبناني لم يعد يقبل بأن يُرهن مستقبله لصراعات لا تعبر عن تطلعاته في السلام والعدالة والعيش الكريم.

<strong>الحرب اللبنانية الأهلية </strong>
الحرب اللبنانية الأهلية 

ذاكرة وطنية محفورة 

إحياء الذكرى هذا العام لم يكن مجرد مناسبة عابرة، بل محطة وطنية تذكّر اللبنانيين جميعًا بحجم المأساة التي خلفتها الحرب الأهلية، من ضحايا ودمار وتهجير، ومع تجدد الأمل في تجاوز الانقسامات، يبقى التحدي الأكبر في ترجمة هذه الرسائل إلى خطوات ملموسة تُعيد الثقة بالدولة وتُحصّن السلم الأهلي.

وفي وقت لا تزال فيه المنطقة تعيش على صفيح ساخن، يظهر لبنان اليوم وكأنه يستجمع قواه من أجل مستقبل مختلف، يبدأ بالاعتراف بجراح الماضي، لكنه لا يتوقف عندها، بل يتطلع إلى بناء وطن يحتضن كل أبنائه تحت راية القانون والعدالة والمساواة.

تم نسخ الرابط