القاهرة التاريخية تستعيد مجدها.. ممشى سياحي يربط بين السيدة عائشة والقلعة

تواصل القاهرة التاريخية جهودها الحثيثة لاستعادة رونقها التراثي، وذلك بعد إزالة أبرز مناطقها العشوائية، مثل بطن البقرة، تل العقارب، وعزبتي بني هلال وأبو قرن، وتمضي المدينة قدمًا نحو إنشاء ممشى سياحي عالمي يربط بين مسجد السيدة عائشة وقلعة صلاح الدين الأيوبي ومسجد السلطان حسن، بما يواكب حجم التطوير الكبير الذي شهدته مساجد آل البيت مؤخرًا.

تطوير شامل لمنطقة السيدة عائشة

صرّح خبير التنمية المحلية، رضا فرحات، أن مشروع تطوير منطقة السيدة عائشة استمر لمدة عام، وشمل ثلاثة محاور رئيسية: ميدان السيدة عائشة، الكوبري، والمنطقة التاريخية المجاورة للقلعة.

وأشار فرحات، في تصريحات لـ"نيوز رووم"، إلى أن أجزاء كبيرة من أعمال التطوير قد اكتملت بالفعل، حيث تم إزالة التكتلات الصخرية والمباني العشوائية، وتعويض السكان في عزبة اليسار ومنطقة المسبح. 

وبيّن أن المنطقة ستتحول إلى ممشى سياحي مغلق، يربط بين قسم الخليفة وميدان السيدة عائشة، وسيضم عددًا من المحال التجارية والمطاعم.

فندق ومطاعم جديدة في قلب القاهرة التاريخية

وكشف فرحات عن بدء أعمال بناء فندق جديد على مساحة 4400 متر مربع، يتكون من طابقين فقط، حفاظًا على الطابع التاريخي للمنطقة، وعدم تحميلها ارتفاعات غير مناسبة، كما سيتم إنشاء نحو 20 مطعمًا و16 محلًا تجاريًا، كل منها على مساحة 45 مترًا مربعًا.

تفكيك كوبري السيدة عائشة بعد استكمال المحور البديل

أما كوبري السيدة عائشة، الذي يعد نقطة التقاء رئيسية للمواصلات، فسيتم تفكيكه خلال الأسابيع القليلة المقبلة بعد الانتهاء من إنشاء المحور الموازي الذي يربط بين القلعة والسيدة عائشة. وقد بدأت الأعمال فيه قبل نحو 6 أشهر، وشملت إزالة عدد من المقابر ونقل الرفات إلى مقابر بديلة في العاشر من رمضان، بسبب كثرة الحوادث التي شهدها الكوبري منذ الثمانينيات، حيث سجل العام الماضي وحده 16 حادثًا.
 

وأضاف أن المحور الجديد سيعبر من خلال منطقة المقابر، ويربط مباشرة بين ميدان السيدة عائشة ومحور الحضارات، بالإضافة إلى جزء بديل خلف نادي الأبطال، يصل إلى الكورنيش ونفق الملك الصالح. كما سيتم فتح البوابة الجانبية المغلقة منذ سنوات لربط القلعة بمسجد السلطان حسن.

ترميم أثري شامل وتحديث للبنية التحتية

وأكد فرحات أن خطة تطوير كوبري السيدة عائشة تمثل نقلة حضارية كبيرة، تسهم في تخفيف الكثافة المرورية وتحسين حركة السير. كما أشار إلى أعمال تفكيك وإعادة تطوير البنية التحتية في المنطقة، من شبكات صرف صحي ومياه وكهرباء، بالتعاون مع جهاز التنسيق الحضاري، والهيئة الهندسية للقوات المسلحة، ومحافظة القاهرة، ووزارة النقل.

وشدد على أن جميع المناطق الأثرية والمآذن المطلة على الميدان قد تم ترميمها، نافيًا إزالة مئذنتي المسبح والغوري، مؤكدًا أن العمل جارٍ على ترميمها وإعادتها إلى مواقعها الأصلية، وفق الطراز الإسلامي الأصيل.

محافظ القاهرة: تطوير تاريخي للمكان

وفي وقت سابق، صرّح محافظ القاهرة، الدكتور إبراهيم صابر، أن كوبري السيدة عائشة تسبب في العديد من المشكلات المرورية والحوادث منذ إنشائه في الثمانينيات، مؤكدًا أنه لن يتم تفكيكه إلا بعد اكتمال المحور البديل الجاري تنفيذه.

كما أشار المحافظ إلى أن المنطقة تضم جزءًا من سور القاهرة القديم، والذي كان مخفيًا خلف عدد من العقارات، وقد تم إزالة هذه العقارات وتعويض سكانها، تمهيدًا لبدء وزارة الآثار أعمال الترميم اللازمة لإبراز السور التاريخي من جديد.

ويُنفذ المشروع بإشراف مباشر من الأجهزة التنفيذية لمحافظة القاهرة، وبالتنسيق مع وزارتي النقل والإسكان، فيما يتولى المكتب الاستشاري للهيئة العامة للتخطيط العمراني إعداد التصميمات والتصورات الفنية للميدان بعد الإزالة.