هل تجوز الصلاة فى المواصلات؟.. دار الإفتاء توضح الحكم الشرعي

في ظل الحياة السريعة التي يعيشها المسلمون في العصر الحديث، تزايدت التساؤلات حول مدى جواز الصلاة في المواصلات، خاصة في ظل الظروف الحياتية اليومية التي تفرض على الشخص التنقل المستمر بين الأماكن. من هنا بدأ السؤال يُطرح بشكل متكرر: هل يجوز أداء الصلاة أثناء التواجد في وسائل النقل العامة مثل الحافلات أو القطارات؟
حكم الصلاة في المواصلات في الفقه الإسلامي
تناولت المذاهب الفقهية مسألة الصلاة في وسائل النقل في إطار أحكام الطهارة والوضوء، وتفاوتت الآراء حسب الظروف والأنواع المختلفة للمواصلات.
• الحنفية يرون أنه يجوز الصلاة في المواصلات إذا كان المكان يسمح بذلك، شريطة أن يكون المسلم قادرًا على أداء أركان الصلاة بشكل صحيح من القيام، الركوع، والسجود. إذا تعذر السجود على الأرض بسبب ازدحام المكان أو تقييد المساحة، فإن الصلاة تكون صحيحة مع مراعاة التسهيلات المتاحة.
• المالكية يتشددون أكثر في هذه المسألة، ويرون أنه يُفضل تجنب الصلاة في وسائل النقل العامة إذا كانت الحركة مفرطة أو أن المكان لا يسمح بأداء الصلاة بالشكل الصحيح. ومع ذلك، يُسمح بالصلاة إذا كانت الحركة محدودة وكان الشخص قادرًا على أداء الصلاة في الوقت المحدد.
• الشافعية أباحوا الصلاة في وسائل النقل، ولكن مع الشروط التي تضمن صحة الصلاة. إذا كانت المسافة قصيرة، وكان الشخص يستطيع أداء الصلاة بنية التيسير على نفسه، فلا مانع من أداء الصلاة في المواصلات.
• الحنابلة يشترطون أنه إذا كانت المواصلات مريحة، وكان الشخص قادرًا على أداء الصلاة كما هو مطلوب، يجوز الصلاة في أي مكان، بشرط أن يتمكن من توجيه القبلة.
رأي دار الإفتاء في هذه المسألة:
وأجابت دار الإفتاء:أن الصلاة في المواصلات جائزة إذا كانت الحالة تستدعي ذلك، شريطة أن تكون الصلاة صحيحة، وفقًا للأحكام الفقهية المقررة. وأكدت أن التيسير على المسلمين في قضاء واجبهم الديني بما يتناسب مع الظروف المحيطة أمر مطلوب في الشريعة الإسلامية. ولكن يجب أن يكون الشخص قادرًا على القيام بالأركان الأساسية للصلاة مثل الركوع والسجود، وإذا تعذر السجود على الأرض، يمكن أداء الصلاة بوضع السجود على هيئة رمزية
أركان الصلاة:
1. النية
النية هي أول أركان الصلاة، ولا تجوز الصلاة بدونها. فهي نية القلب، أي أن يكون المسلم عازمًا على أداء الصلاة بشكل مخلص لله تعالى. النية ليست لفظًا يقال، بل هي عمل قلبي يحدد نوع الصلاة والوقت، وتعتبر النية ركنًا أساسيًا لا يصح الصلاة بدونه.
2. تكبيرة الإحرام
تكبيرة الإحرام هي أولى الحركات في الصلاة، ولا تجوز الصلاة بدونها. عندما يقول المسلم “الله أكبر” في بداية الصلاة، يدخل بذلك في حالة من الخشوع والعبودية لله. هذه التكبيرة تعني بدء الصلاة بشكل رسمي وتُعتبر ركنًا أساسيًا، وأي نقص فيها يُبطل الصلاة.
3. القيام
القيام في الصلاة هو الركن الذي يلي التكبيرة، وهو واجب على المصلي القادر على القيام. أما إذا كان المسلم غير قادر على القيام بسبب المرض أو الشيخوخة، فإنه يجوز له الصلاة جالسًا أو حتى مستلقيًا بحسب حالته، ولكن إذا كان قادرًا على القيام ولم يفعل ذلك، فالصلاة لا تصح.
4. الركوع
الركوع من أركان الصلاة الأساسية، حيث يركع المسلم بعد قراءة الفاتحة وآيات أخرى من القرآن في الصلاة. الركوع يتمثل في إحناء الظهر ووضع اليدين على الركبتين مع الحفاظ على استقامة الجسم. والركوع يُعتبر ركنًا لا يجوز تركه؛ فإذا تركه الشخص عمدًا أو نسيًا، لابد من إعادة الصلاة.
5. السجود
السجود هو الركن الذي يلي الركوع، وهو من أهم أركان الصلاة. يتمثل في وضع الجبهة والأنف على الأرض، مع تلامس باقي الأعضاء السبعة (الركبتين، واليدين، وأصابع القدمين) مع الأرض. ويُعد السجود من أظهر صور التذلل والعبودية لله تعالى، ولا يجوز تركه، وإذا تم تركه دون عذر، فإن الصلاة تكون باطلة.
6. الجلوس بين السجدتين
الجلوس بين السجدتين يعتبر من الأركان الأساسية، وهو واجب يجب على المسلم القيام به بشكل صحيح. في هذا الجلوس، يجب أن يكون المسلم في وضعية الجلوس على الأرض بين السجدتين لفترة قصيرة. يُشترط أن تكون هذه الجلسة بشكل مستقيم، كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم في صلاته.
7. الطمأنينة
الطمأنينة هي أن يؤدي المسلم كل ركن من أركان الصلاة بهدوء واستقرار، دون استعجال أو تحرك سريع. فالصلاة لا تصح بدون الطمأنينة في كل حركة، حيث يجب على المسلم أن يطمئن في الركوع والسجود والقيام.
8. التشهد الأخير
التشهد الأخير يُعتبر من أركان الصلاة ولا يُستغنى عنه. في هذا التشهد، يُجلس المصلي ليشهد شهادة التوحيد على صلاته ويصلي على النبي صلى الله عليه وسلم. إخراج التشهد أو تركه يؤدي إلى بطلان الصلاة.
9. السلام
السلام هو نهاية الصلاة، ويعتبر من الأركان الأساسية. حيث يُسلم المسلم عن يمينه ثم عن يساره ليُنهي الصلاة بشكل صحيح. إذا لم يتم السلام في نهاية الصلاة، تعتبر الصلاة ناقصة أو غير مكتملة.