عاجل

"في يوم وليلة وبقينا من غير شغل".. أزمة التمويل تشرد مئات العاملين في الحرة

شبكة الشرق الأوسط
شبكة الشرق الأوسط للإرسال

في صباح يوم بدا عادياً، تلقّى حمادة مصطفى (اسم مستعار) بريداً إلكترونياً من إدارة شبكة الشرق الأوسط للإرسال (MBN)، يشكرونه فيه على جهوده، ويبلغونه بانتهاء رحلته المهنية معهم التي استمرت لمدة عامين.

"حمادة"، الذي تفاجأ بقرار انتهاء عمله الذي لم يكن متوقعًا بالنسبة له واحد ضمن مئات العاملين بالمؤسسة التي عملت لسنوات طويلة على نقل "صوت الحقيقة" إلى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، تم تشريدهم نتيجة استمرار الوكالة الأمريكية للإعلام الدولي (USAGM) في وقف تحويل الميزانية التي أقرها الكونجرس للشبكة.

يقول الشاب الثلاثيني: "في يوم وليلة بقينا من غير شغل.. صحيح كنا سامعين عن أزمة، لكن محدش كان متوقع القرار ده بالشكل المفاجئ ده".

قبل نحو عامين، ترك حمادة صاحب الـ 35 عاما، وظائف متعددة ليتفرغ تمامًا للعمل مع MBN، رأى في هذه المؤسسة فرصة مهنية لا تُعوض، لما توفره من بيئة احترافية ودعم للتطور، لكن الأمنيات تبددت، بعدما وجد نفسه اليوم  بلا مصدر دخل، حاله حال عشرات المراسلين والمحررين والمنتجين الذين تم الاستغناء عنهم فجأة بسبب أزمة التمويل.
وأعلن الدكتور جيفري غدمن، الرئيس والمدير التنفيذي لـ MBN، عن تقليص كبير في عدد موظفي الشبكة، ما سيؤدي إلى خفض الإنتاج التلفزيوني والرقمي بشكل ملحوظ.


وأرجع الرئيس والمدير التنفيذي لـ MBN، السبب إلى استمرار الوكالة الأمريكية للإعلام الدولي (USAGM) في وقف تحويل الميزانية التي أقرها الكونجرس للشبكة، قائلا: "لم يُترك لنا خيار آخر سوى إجراء هذه التخفيضات".
وأضاف في بيان رسمي أمس السبت: "الكونجرس وافق على تمويلنا منتصف مارس الماضي، لكن فجأة، تم قطع هذا التمويل بشكل غير قانوني في اليوم التالي، من قبل إدارة كفاءة الحكومة، وبقيادة كاري ليك، المستشارة الخاصة للوكالة التي تشرف على مؤسستنا".

وأوضح أن محاولات التواصل مع المسؤولة كاري ليك باءت بالفشل، قائلاً: "بما أن السيدة ليك ترفض الاجتماع بنا أو التحدث إلينا، فإننا نستنتج أنها تعتزم خنقنا مالياً، مما يجعلنا غير قادرين على دفع رواتب موظفينا الذين يعملون بتفانٍ واجتهاد"، مؤكدا أن الشبكة تعتمد حاليًا على دعم الكونجرس والمحاكم في محاولة لإنقاذ مستقبلها.

من جانبه، وصف السفير السابق رايان كروكر، رئيس مجلس الإدارة المؤقت، القرار بأنه لا معنى له، قائلاً: "MBN كنز دفين من المواهب والخبرات، وأصل من أصول الأمن القومي. المسار الذي أُجبرنا على سلوكه لا يمكن تفسيره".
وتأسست شبكة MBN عام 2003، وتصل تقاريرها وبرامجها إلى أكثر من 30 مليون شخص أسبوعيًا في 22 دولة بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.


وتمول الشبكة غير الربحية، من الحكومة الأميركية عبر منحة من USAGM، وهي وكالة فيدرالية مستقلة تؤكد على حماية استقلالية الصحفيين ونزاهتهم، حيث تتمثل مهمة الشبكة في تقديم تغطية إعلامية باللغة العربية عن الولايات المتحدة، إلى جانب تسليط الضوء على قضايا حقوق الإنسان والحكم الرشيد في المنطقة، في مواجهة التضليل الإعلامي القادم من الصين وروسيا وإيران، بحسب وصفهم.

تم نسخ الرابط