عاجل

أول كفيفة داخل القومي للمرأة ببورسعيد: أناشد الرئيس السيسي بتعييني في الجامعة

دكتورة دينا الحسيني
دكتورة دينا الحسيني أول كفيفة بقومي المرأة ببورسعيد

في زمن نبحث فيه عن قدوة حقيقية، تبرز دكتورة "دينا الحسيني" كنموذج استثنائي للإرادة والتحدي، وهي أول امرأة كفيفة تنضم إلى المجلس القومي للمرأة ببورسعيد، ومعلمة لغة عربية بمدرسة النور للمكفوفين، لم يكن طريقها مفروشًا بالورود، بل كان حافلاً بالتحديات والانتصارات على الذات.

الدكتورة دينا الحسيني، فتاة ثلاثينية ولدت مبصرة، ولكنها كانت مهددة بفقد البصر لإصابتها بمرض "الجلوكوما" منذ طفولتها، وحين أتمت الـ 17 عاما خلال دراستها بالصف الثالث الثانوي، تمكن منها المرض ليطيح ببصرها، وهي في أوج طموحها لتكمل مسيرتها التعليمية بطريقة برايل، ولم يثبط ذلك من عزيمتها لتصل إلى الدكتوراه وترسم خطوات حلمها وتقترب من تحقيق المستحيل ما لم يستطع تحقيقه مبصرو العيون.

دكتورة دينا الحسيني 
دكتورة دينا الحسيني 

ولدت "دينا" وهي ترى النور، لكن مرض "الجلوكوما" أو المياه الزرقاء بدأ مبكرًا يهدد بصرها منذ الطفولة ، وبحلول عامها السابع عشر، فقدت بصرها تمامًا أثناء دراستها بالصف الثالث الثانوي، ورغم الظلام الذي خيم على عينيها، لم تستسلم، بل قررت أن تُكمل تعليمها بـ"برايل"، وتشق طريقها نحو تحقيق المستحيل.

وأكدت دكتورة "دينا الحسيني" الحاصلة على درجة الدكتوراه في كلية التربية جامعة بورسعيد، أول كفيفة تنضم للمجلس القومي للمرأة فرع بورسعيد،  في حديثها لـ"نيوز روم"، أن هذه الخطوة تعد إضافة قوية لمشوارها وتستطيع من خلالها التعبير عن مطالب واحتياجات ذوي الإعاقات البصرية .

تحكي "دينا" عن معاناتها مع فقدان بصرها ثم تمكنها من تعلم طريقة برايل خلال شهر واحد فقط، مشيرة إلى أنها التحقت بمدرسة النور للمكفوفين في بورسعيد، منذ أن كانت في الصف الثالث الإعدادي، وبعد تخرجها في كلية الآداب قسم اللغة العربية وتخصصها في لغة برايل، عادت مرة أخرى لتلك المدرسة ولكن ليست طالبة، بل معلمة، مضيفة: "أردت أن أزودهم بخبراتي لأنني كنت واحدة منهم وأشعر بمعاناتهم وعشت نفس ظروفهم الصعبة".

من مدرسة النور إلى حلم التدريس الجامعي

بدأت دينا رحلتها التعليمية في مدرسة النور للمكفوفين ببورسعيد، حيث تعلمت طريقة برايل خلال شهر فقط،ومكثت بها 4 سنوات تعلمت فيها طريقة برايل واتقنتها  .

ثم التحقت بكلية الآداب – جامعة دمياط، وتخصصت في اللغة العربية، وبعد التخرج عادت إلى مدرستها القديمة، ولكن كمعلمة هذه المرة، لنقل خبرتها إلى طلاب مروا بما مرت به،لتصبح بعدها ،  متخصصة في مجال تدريس اللغة العربية والصحة النفسية وايضا لغة برايل.

واصلت مسيرتها التعليمية بالحصول على دبلومات مهنية وخاصة في التربية والصحة النفسية، والتي انتهت من مناقشتها في عام 2018، حصلت على الماجستير في التربية الخاصة بدرجة امتياز، عن رسالتها التي ناقشت "القلق من المستقبل وعلاقته بالشعور بالأمن النفسي لدى طلاب الجامعة من ذوي الإعاقات البصرية".

ثم نالت درجة الدكتوراة في عام 2022، برسالة بعنوان "المناعة النفسية ضد المواقف السلبية لدى ذوي الإعاقات البصرية".

وأشارت  إلى أنها تحلم بالتدريس في الجامعة بعد حصولها علي درجة الدكتوراة، مطالبة المسؤلين بتوفير المواد العلمية والدراسة للمكفوفين بطريقة قانونية بحيث تكون المواد مقدمة بشكل مسموع أو عن طريق ملفات تسمح لقارئات الشاشة من قرائتها لنا.

تمثيل المرأة المعاقة ببورسعيد

في عام 2021، تم اختيارها لتمثيل المرأة المعاقة في المجلس القومي للمرأة ببورسعيد، إلى جانب عبير الجابري، لتكون بذلك أول كفيفة تنضم لهذا الكيان في المحافظة،  وهي ترى في هذه الخطوة تقديرًا لقدرات ذوي الهمم، وفرصة حقيقية للتعبير عن احتياجاتهم والدفاع عن حقوقهم معربة عن سعادتها البالغة بهذا الانضمام .

رسالة شكر ومناشدة للرئيس السيسي

توجهت  دينا الحسيني، بجزيل الشكر للرئيس عبد الفتاح السيسي لدعمه المستمر لذوي الهمم، مشيرة إلى أن هناك تحسنًا ملحوظًا في التعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة بعد هذا الدعم.

وأعربت عن أملها في أن تصل رسالتها إلى الرئيس، لتناشده تعيينها كأستاذة جامعية بعد حصولها على الدكتوراه، مؤكدة أن هذه الخطوة ستجعلها أكثر تأثيرًا في خدمة المجتمع وأبناء فئتها.

دعوة لتأهيل الشوارع ودعم المكفوفين

لم تتوقف دينا، عند التعليم فقط، بل طالبت بضرورة تأهيل شوارع بورسعيد للمكفوفين، مشيرة إلى تجارب دول مثل اليابان والصين، حيث تُصمم الشوارع لتكون صديقة للمكفوفين دون الحاجة لمرافق.

قصة دينا الحسيني ليست فقط عن فقدان البصر، بل عن بصيرة لا تعرف المستحيل.

إنها دعوة لكل صاحب قرار أن يرى بعينيها ما لم نره نحن – أن المكفوفين قادرون على بناء مجتمع أفضل حين نؤمن بهم.

تم نسخ الرابط