رئيس تحرير الشرق القطرية: زيارة السيسي ترد على محاولات الوقعية بين الدولتين

قال جابر الرمحي، رئيس تحرير صحيفة الشرق، إن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى العاصمة القطرية الدوحة، تُعد خطوة بالغة الأهمية، وتأتي في توقيت حساس ومهم للغاية، نظراً للتطورات المتسارعة التي تمر بها المنطقة، موضحا أن هذه الزيارة لا تقتصر فقط على تعزيز العلاقات الثنائية بين القاهرة والدوحة، بل تحمل أيضاً رسائل أوسع تتعلق بالوضع الإقليمي ككل، وتعكس حرص القيادتين على تنسيق المواقف وتوحيد الجهود إزاء العديد من الملفات المهمة.
وأكد الرمحي، في تصريحات خاصة لـ "نيوز رووم"، أن ما يميز هذه المرحلة هو وجود أطراف تسعى إلى إثارة الشكوك حول طبيعة هذه العلاقات، ومحاولة تضليل الرأي العام عبر ترويج معلومات غير دقيقة، وهو ما تتصدى له الدولتان بمواقف واضحة ومعلنة، كما أن هذه الزيارة تمثل رداً عملياً على تلك المحاولات، وتأكيداً على متانة العلاقة وتماسكها.
وأشار إلي أن العلاقات بين قطر ومصر ليست وليدة اللحظة، بل هي علاقات ضاربة في الجذور، ذات طابع تاريخي وقوة تزداد تماسكاً مع مرور الوقت، وهو ما تؤكده الزيارات المتبادلة رفيعة المستوى، وآخرها هذه الزيارة الرئاسية،
وأشار الرمحي إلى أن التعاون بين البلدين تجاوز المستوى الثنائي إلى أدوار إقليمية مؤثرة أكثر من عام ونصف، حيث بذلت كل من قطر ومصر جهوداً كبيرة ومؤثرة على صعيد دعم القضية الفلسطينية، ووقف العدوان الإسرائيلي المتكرر على قطاع غزة.
وأضاف أن هذا التعاون المثمر أثمر، في مراحل معينة، عن التوصل إلى هدنة إنسانية، ثم التوصل إلى اتفاقات لوقف إطلاق النار، بالرغم من أن رئيس وزراء إسرائيل نتنياهو انقلب على تلك التفاهمات، إلا أن العزم المصري القطري على مواصلة الدور الفاعل في هذا الملف لا يزال قائماً وبقوة.
ولفت إلى أن الوضع في غزة، ومع استمرار العدوان الإسرائيلي، أصبح ينذر باتساع نطاق التصعيد، بحيث لا يُستبعد أن يمتد إلى دول أخرى في المنطقة مثل لبنان وسوريا واليمن، وهو ما يزيد من خطورة المرحلة، ويعزز أهمية التحرك المشترك بين العواصم العربية الكبرى. وشدد على أن قطر ومصر لديهما مسؤولية كبيرة في هذه المرحلة، ويقع على عاتقهما دور محوري في صياغة موقف إقليمي موحد لمواجهة التحديات.
وأوضح الرمحي أن لقاء الرئيسين في هذه الزيارة، التي تستمر على مدى يومين، يحمل دلالة مهمة، حيث من المنتظر أن تتناول المباحثات جميع المستجدات على الساحة الإقليمية والدولية، إضافة إلى ملفات التعاون الثنائي في عدة مجالات.
وأشار إلى أن العلاقات بين البلدين تشمل تنسيقاً سياسياً متواصلاً، وتوجهاً واضحاً نحو تكامل اقتصادي، إلى جانب تعزيز الاستثمارات القطرية في مصر، ما يعكس حرص الدوحة على دعم الاقتصاد المصري والمساهمة في مشاريع التنمية.
وأشار إلى أن جدول أعمال الزيارة يتضمن أيضاً ملفات إقليمية ذات أولوية للجانبين، إلى جانب ملفات أخرى محل اهتمام مشترك، سواء على الصعيد الإقليمي أو في المحافل الدولية، وهو ما يعكس شمولية العلاقات بين البلدين واتساع آفاق التعاون المشترك.
وتابع الرمحي تصريحاته بالتأكيد على أن هذه الزيارة من شأنها أن تفتح صفحة جديدة في مسار العلاقات بين الدوحة والقاهرة، وستكون بداية مرحلة جديدة من التنسيق والتكامل في مختلف المجالات، بما ينعكس بشكل إيجابي على العلاقات الثنائية وعلى مصالح شعبي البلدين خلال المرحلة المقبلة.