شوقي عبد الأمير: آثار غزة تروي للعالم قصة شعب وحضارة | فيديو

قال شوقي عبد الأمير، مدير عام معهد العالم العربي في خطوة ثقافية وفنية استثنائية، افتتح معهد العالم العربي في باريس معرض "كنوز غزة المنقذة"، الذي يسلط الضوء على التراث الحضاري والتاريخي لمدينة غزة عبر آلاف السنين.
يأتي المعرض في إطار جهود دولية للحفاظ على التراث الفلسطيني المهدد بالدمار، حيث يعرض قطعًا أثرية نادرة نُجّيت من الدمار، إلى جانب صور توثّق المواقع الأثرية قبل تدميرها وبعده.
وأوضح “ شوقي عبد الأمير”، في مدخله عبر Skypeلبرنامج "صباح جديد" على قناة" القاهرة الإخبارية " ،أن المعرض يهدف إلى إيصال رسالة واضحة للعالم مفادها أن "غزة أرض تاريخية يعيش عليها شعب منذ آلاف السنين"مضيفًا "هذه الأرض شهدت مرور كل الحضارات العظيمة، من العصر البرونزي قبل 5000 عام، مرورًا باليونان والرومان والفُرس والعصر الإسلامي، وحتى حملة نابليون ،فغزة ليست مجرد نقطة على الخريطة، بل هي مركز حضاري إنساني.
تابع: آلاثار الناجية من تحت الأنقاض ضُمت في المعرض فهي قطعًا أثرية تعود إلى حقب زمنية مختلفة، منها (فسيفساء بيزنطية نادرة، فخاريات من العصر البرونزي، جرار تخزين كانت تُستخدم لحفظ الزيت والحبوب، مباخر وأعمدة معابد تعود إلى عصور قديمة) ، حيث تمكن المعرض من جمع هذه القطع بفضل تعاون مشترك بين متحف الفن والتاريخ في جنيف، والمقتني الفلسطيني (خضيري)، الذي حافظ على جزء من هذه الكنوز في غزة رغم الظروف الصعبة.

غزة قبل الدمار وبعده
أشار عبد الأمير أن الطابق الثاني من المعرض، يُقدّم المعهد فيه عرضًا بصريًا مؤثرًا عبر مقارنة صور المواقع الأثرية في غزة قبل تدميرها وبعده، منها الجامع العمري أحد أقدم المساجد في فلسطين، كنائس تاريخية تعود إلى الحقبة البيزنطية، متحف غزة الأثري الذي تعرّض للتخريب،مقابر أثرية دُمّرت بالكامل معلقًا "هذه الصور تُظهر جريمة ليس فقط ضد الشعب الفلسطيني، بل ضد الإرث الإنساني العالمي".
و أشاد عبد الأمير بالجهود الدولية التي ساهمت في إنجاز المعرض في وقت قياسي (4 أشهر)، مضيفًا هذه الآثار هي "قصائد منحوتة بالحجر"التاريخ لا يُدحض هذه الحجارة تتحدث بلغة لا تحتاج إلى ترجمان" واكمل "غزة وطن لشعب عريق، وهذه الرسالة يجب أن تصل للعالم ليس عبر الخطاب السياسي فحسب، بل عبر لغة الفن والثقافة التي توحّد الإنسانية".

وعن دور المعارض في حماية التراث،قال عبد الأمير: "الثقافة هي السلاح الأقوى فالسياسة قد تختلف فيها الآراء، لكن الحضارة تُسجّل حقائق لا يُنكرها إلا جاهل، هذه الآثار تثبت أن غزة كانت دائمًا جزءًا من التاريخ العالمي، وشعبها امتلك الأرض منذ فجر الزمن".
اختتم تريحاته بإن المعرض يستمر لعدة أشهر، متيحًا للزوار الفرنسيين والعالميين اكتشاف وجه آخر لغزة بعيدًا عن الصورة النمطية الإعلامية، وهو ليس مجرد عرض للآثار، بل شهادة حية على صمود شعب، وتذكير بأن الحرب قد تُهدم الحجارة، لكنها لا تمحو الذاكرة.