عاجل

معرض لندني يسحب إبريقًا أثريًا بعد ارتباطه بمهرب آثار شهير

معرض «كالوس» في منطقة
معرض «كالوس» في منطقة مايفير بالعاصمة البريطانية لندن

سحب معرض «كالوس» في منطقة مايفير بالعاصمة البريطانية لندن جرة أثرية يونانية تعود إلى القرن السادس قبل الميلاد، بعد ظهور أدلة تربطها بالمهرب الإيطالي الشهير جاكومو ميديتشي، المدان في قضايا تهريب آثار عام 2004.

الخطوة جاءت بعد أن تواصلت صحيفة الأوبزرفر مع إدارة المعرض بشأن ملاحظات أثارها الدكتور خريستوس تيسروغيانيِس، عالم الآثار المتخصص في تتبع الآثار المنهوبة وشبكات التهريب.

ووفقًا لتقرير نشرته صحيفة «الجارديان»، فإن تيسروغيانيِس، الذي يعمل محاضرًا بجامعة كامبريدج ويتولى ملف الاتجار غير المشروع بالآثار ضمن كرسي اليونسكو لحماية التراث الثقافي في جامعة إيونية باليونان، اكتشف أن الإبريق المعروض حديثًا في معرض «تيفاف ماستريخت» الشهير، يُطابق صورة بولارويد لجرة مماثلة كانت ضمن أرشيف صادرته الشرطة من ميديتشي، ونُشرت لاحقًا عبر موقع الشرطة الإيطالية «كارابينييري».

سعرها 50 ألف جنيه إسترليني

القطعة التي يُقدّر سعرها بنحو 50 ألف جنيه إسترليني، أُبلغت بها الشرطة الهولندية رسميًا، وهي عبارة عن إبريق مزدوج المقبض ضيق الرقبة من الخزف الأسود، يبلغ ارتفاعه 23.6 سنتيمترًا، ويعود تاريخه إلى نحو 550 قبل الميلاد، ويُنسب إلى فنان يُعرف باسم «رسام فينيوس»، نسبة إلى كأس شهيرة صوّر عليها مشهدًا من أسطورة الملك الأعمى فينيوس والحرابيات.

ورغم أن المعرض نشر معلومات تاريخية عن الإبريق تشير إلى وجوده منذ عام 1986 فقط، اعتبر تيسروغيانيِس أن ذلك لا يكفي لنفي احتمال خروجه من حفريات غير قانونية في إيطاليا، خاصة أن أحد معارض الآثار التي وردت في سجل تاريخ الملكية كانت تعود لتاجر أُدين سابقًا باستلام قطع أثرية منهوبة في السبعينيات. وعلّق بالقول: «هذه إشارات حمراء فورية».

The Greek amphora, a jar decorated with black figures including sphinxes and a lion

قطعة أثرية منهوبة

معرض كالوس، الذي أسسه عام 2014 البارون لورن تايسن-بورنيميسزا، نجل البليونير السويسري الشهير هاينريش فون تايسن، صرّح على لسان مديرته مادلين بيريدج قائلة: «نبذل أقصى ما بوسعنا للقيام بواجبات التحقق، وننشر جميع المعلومات المتاحة لدينا حول تاريخ الملكية. وقد تم سحب العمل فورًا من البيع بانتظار تعليمات السلطات المختصة. لا مصلحة لنا في التعامل مع قطع مشبوهة، ونسعى لإيجاد حلول عملية وفعالة لهذه الإشكاليات المعقدة».

الجدير بالذكر أن الدكتور تيسروغيانيِس ساهم خلال 19 عامًا في التعرف على أكثر من 1700 قطعة أثرية منهوبة في أنحاء متفرقة من العالم، أسهمت تحقيقاته في إعادتها إلى 15 دولة، من بينها تمثال برونزي لحصان يوناني قديم سُحب من مزاد في «سوذبيز» نيويورك عام 2018، بعد إثبات صلته بتاجر الآثار البريطاني روبن سايمز.

كما دفعت تدخلاته في العام الماضي دار «كريستيز» إلى سحب مزهريات يونانية قديمة بعد اكتشاف ارتباطها بالمهرّب جانفرانكو بيكينا، المدان بتجارة غير شرعية في عام 2011. وقد وجّه تيسروغيانيِس انتقادات متكررة لدور المزادات العالمية ومعارض الآثار، معتبرًا أن العديد منها لا يجري تحقيقًا كافيًا لدى الجهات اليونانية والإيطالية ولا يكشف عن التاريخ الكامل للقطع المعروضة.

تم نسخ الرابط