عاجل

"فيتامين ب6" احذر من نقصه قد يؤدي لتدهور وظائف الكلى.. اعرف التفاصيل

فيتامين ب6
فيتامين ب6

رغم أن فيتامين ب6 لا يحظى بالاهتمام الإعلامي الكبير مقارنة بفيتامينات أخرى مثل فيتامين د أو فيتامين سي، إلا أن لهذا العنصر الحيوي دورًا بالغ الأهمية في دعم العديد من العمليات الأساسية داخل الجسم، وعلى رأسها تلك المتعلقة بصحة الكلى ووظائفها الدقيقة. وقد يكون تجاهل مستوياته في الجسم خطرًا صامتًا، يهدد بظهور مضاعفات صحية على المدى البعيد، تبدأ غالبًا من الإرهاق وتصل أحيانًا إلى الإضرار بالكلى نفسها.

 

ما هو فيتامين ب6 ولماذا يعتبر عنصرًا أساسيًا؟

فيتامين ب6، المعروف علميًا باسم "البيريدوكسين"، هو أحد الفيتامينات الذائبة في الماء، وينتمي إلى عائلة فيتامينات "ب" المركبة التي تلعب أدوارًا محورية في استقلاب الطاقة وتكوين خلايا الدم ووظائف الدماغ والجهاز العصبي.

غير أن أهميته لا تقتصر على تلك الوظائف فقط، بل تشمل أيضًا دعم صحة الكليتين، اللتين تعتبران من أكثر الأعضاء تأثرًا بأي خلل في توازن الفيتامينات والمعادن داخل الجسم.


العلاقة الخفية بين فيتامين ب6 وصحة الكلى

تلعب الكليتان دورًا محوريًا في تنقية الدم من السموم وتنظيم توازن السوائل والمعادن. ولكي تؤدي هاتان الغدتان وظائفهما الحيوية بكفاءة، تحتاجان إلى دعم غذائي مستمر، لا سيما من العناصر التي تسهم في تحسين أداء خلايا الدم وتوفير الأكسجين اللازم.

في هذا السياق، يبرز فيتامين ب6 كعنصر ضروري للأسباب التالية:

  • يساعد في إنتاج الهيموجلوبين:
  • يعد الهيموجلوبين المسؤول الأول عن نقل الأكسجين إلى خلايا الجسم المختلفة، بما فيها خلايا الكلى. ونقص فيتامين ب6 يؤدي إلى فقر الدم (الأنيميا)، وبالتالي نقص إمدادات الأكسجين إلى الكلى، مما قد يُضعف قدرتها على أداء مهامها الحيوية.

يسهم في تجديد الخلايا وبناء البروتينات:

  • بالتعاون مع فيتامين ب12 وحمض الفوليك، يُستخدم فيتامين ب6 في تكوين الأحماض الأمينية اللازمة لبناء البروتينات، وهي اللبنات الأساسية للخلايا، ومنها خلايا الكلى التي تحتاج إلى تجدد دائم للحفاظ على حيويتها.

يدعم عمليات التمثيل الغذائي داخل الكلى


يساعد في تنظيم العمليات الأيضية داخل أنسجة الكلى، ما يسهم في استقرار مستويات المعادن والسوائل.


فئات أكثر عرضة لنقص فيتامين ب6

رغم توفر فيتامين ب6 في العديد من الأطعمة، إلا أن بعض الفئات قد تكون معرضة بشكل أكبر للإصابة بنقصه، مما يزيد من خطر الإصابة بمشكلات كلوية وصحية أخرى، ومن أبرز هذه الفئات:

  • مرضى الكلى المزمنة، خاصة أولئك الذين يخضعون للغسيل الكلوي، حيث يتم فقد كميات من الفيتامين أثناء جلسات التنقية.
  • الأشخاص المصابون بأمراض الكبد أو اضطرابات الجهاز الهضمي، الذين يواجهون صعوبة في امتصاص الفيتامينات.
  • الأشخاص الذين يعتمدون على الكحول، إذ تؤثر الكحوليات سلبًا على عملية امتصاص الفيتامينات واستقلابها.
  • من يتناولون أدوية معينة بشكل منتظم، مثل أدوية الصرع والسل وبعض المضادات الحيوية، التي تؤثر على امتصاص أو فعالية فيتامين ب6.


أعراض نقص فيتامين ب6: هل تعاني من أحدها؟

أعراض نقص هذا الفيتامين قد تكون خفية في بدايتها، لكنها تزداد مع مرور الوقت، وقد تتداخل مع أعراض أمراض أخرى، مما يصعّب اكتشاف السبب الرئيسي. ومن أبرز هذه الأعراض:

  • الإرهاق المستمر دون سبب واضح.
  • الأنيميا الناتجة عن نقص الهيموجلوبين.
  • مشكلات جلدية كظهور طفح جلدي وحكة غير مبررة.
  • التهاب وتشققات في زوايا الفم.
  • تورم اللسان والشعور بوخز أو حرقة.
  • ضعف الجهاز المناعي وزيادة فرص الإصابة بالعدوى.
  • تغيرات مزاجية مثل الاكتئاب أو التوتر المفرط.
  • تنميل أو وخز في الأطراف (اليدين والقدمين).


مصادر طبيعية غنية بفيتامين ب6: اجعلها جزءًا من غذائك اليومي

لحسن الحظ، يمكن الحصول على فيتامين ب6 بسهولة من خلال نظام غذائي متوازن، دون الحاجة دائمًا إلى مكملات غذائية، ومن أبرز هذه المصادر:

  • اللحوم البيضاء: مثل الدواجن والأسماك (وخاصة التونة والسلمون).
  • الخضروات النشوية: مثل البطاطا والبطاطس الحلوة.
  • الحبوب الكاملة: كالشوفان والأرز البني.
  • البقوليات: مثل الحمص والفاصوليا والعدس.
  • الفواكه: وأبرزها الموز والأفوكادو.
  • المكسرات: كاللوز والفول السوداني.
  • الخضروات الورقية الداكنة: كالسبانخ والبروكلي.


نصيحة أخيرة: لا تستهِن بنقص فيتامين ب6

إن الحفاظ على مستوى صحي من فيتامين ب6 لا ينعكس فقط على نشاطك اليومي ومزاجك العام، بل يلعب دورًا محوريًا في حماية أعضاء أساسية مثل الكلى من تدهور أدائها مع مرور الوقت.

إذا كنت تعاني من أعراض غير مفسّرة، أو تنتمي إلى إحدى الفئات الأكثر عرضة لنقص الفيتامين، فربما حان الوقت لإجراء فحص دم بسيط، والتحدث مع طبيبك حول أفضل طرق التعويض سواء من خلال الغذاء أو المكملات الآمنة.

فتغذية جسمك ليست رفاهية، بل وسيلة أساسية لحماية أعضائك الحيوية.. والكلى على رأسها.

تم نسخ الرابط