هل الحب يحتاج إلى توقعات ناضجة.. نصائح لعلاقة دائمة ومثمرة

في بداية أي علاقة عاطفية، يكون الحب مليئًا بالتوقعات والآمال: كلمات رومانسية، لحظات ساحرة، ونظرات لا تُنسى. ومع مرور الوقت، تبدأ العلاقة في التحول إلى واقع يومي قد يبتعد عن تلك اللحظات المثالية، مما يثير السؤال: هل يجب أن نخفض توقعاتنا كي تستمر العلاقة؟

الرومانسية… سلاح ذو حدين

الرومانسية، بلا شك، تعد من أجمل جوانب الحب، ولكن تكمن المشكلة عندما تتحول إلى توقعات دائمة تسيطر على العلاقة، عندها ننتظر مفاجآت مستمرة وكلمات حب دائمة، وعندما لا تحدث هذه اللحظات كما نتوقع، تبدأ خيبة الأمل في الظهور، لا يحدث هذا لأن الطرف الآخر قد تغيّر، بل لأننا وضعناه في مكانة مثالية غير واقعية، وأردناه كما في خيالنا، وليس كما هو في الحقيقة.

التوازن بين الرومانسية والواقعية

البعض قد يهرب من خيبات الحب من خلال تبني نهج واقعي مفرط، حيث يتجنب التوقعات كي لا يصاب بالخيبة. لكن هذه الواقعية الزائدة قد تؤدي إلى إغلاق أبواب الحميمية والاندهاش في العلاقة. 

الحقيقة أن الواقعية الصحية لا تعني إخفاء المشاعر أو تجاهل الرغبات، بل تعني فهم حدودنا والتعامل مع الشريك باعتباره إنسانًا لديه تقلبات، وليس مجرد مصدر دائم للسعادة.

بين الأمل والمبالغة

المشكلة تكمن في نوعية التوقعات التي نضعها، ومدى ثباتها. فحين نتوقع أن يفهمنا شريكنا دون الحاجة لشرح أو أن يقدم أكثر من قدرته دائمًا، فإننا نربط الحب بشروط غير واقعية، وعندما لا يلبّي الطرف الآخر هذه التوقعات، نلومه على فشله.

هل الحب يحتاج إلى توقعات أقل؟

السؤال الأدق هو: هل الحب يحتاج إلى توقعات أكثر نضجًا؟ فالحب لا يستمر عبر تقليص العواطف أو بانتظار التوقعات المثالية، بل من خلال التوازن، والتوقعات الواقعية التي تشمل الاحترام والدعم، بدلاً من انتظار الكمال والحلول السحرية، والحب بحاجة إلى مساحة للتنفس، وهذه المساحة تأتي عندما نخفف من عبء التوقعات المبالغ فيها.

بين الحلم والواقع.. كيف نختار؟

في علاقاتنا العاطفية، من المهم أن نحمل قليلًا من الحلم، لكن مع وعي كبير. يجب أن نحافظ على الدفء العاطفي دون أن نغرق في خيالات بعيدة عن الواقع، وأجمل العلاقات ليست تلك التي تحقق كل التوقعات، بل تلك التي تتخطاها بتفاهم وصدق وتقبل.

الرومانسية جزء من الواقعية

ربما لن يشبه الحب ما نشاهده في الأفلام أو نقرأه في الروايات، لكن في الواقع، قد يكون أجمل بكثير، خاصة إذا فهمنا أن الرومانسية ليست ضد الواقعية، بل هي جزء منها، والحب لا يفشل بسبب غياب المشاعر، بل بسبب غياب التفاهم أو بسبب التوقعات غير المنطقية التي تثقل كاهل العلاقة.