هل يجوز زرع الأشجار بجوار القبور ؟.. علي جمعة يوضح الحكم الشرعي

في ظل تزايد الاستفسارات حول حكم زرع الأشجار بجوار القبور، خصوصًا مع سعي البعض لتزيين المقابر وتحسين البيئة المحيطة بها، أصدرت دار الإفتاء المصرية فتوى واضحة في هذا الشأن، نقلًا عن الدكتور علي جمعة محمد، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، لتوضح الحكم الشرعي بشفافية وتضع الضوابط اللازمة لذلك.
فتوى دار الإفتاء: الزرع جائز بشروط
أوضح الدكتور علي جمعة في فتواه أن زرع الأشجار عند القبور جائز من حيث الأصل، بشرط ألا يؤدي إلى تضييق المساحات المخصصة لدفن الموتى أو المشيعين، أو يتسبب في أي نوع من الإيذاء أو العرقلة أثناء أداء الشعائر المرتبطة بالدفن.
وأكد علي جمعة أن الشريعة الإسلامية تهدف إلى تكريم الميت، والحفاظ على حرمة القبور، ومن هذا المنطلق جاء التشديد على ضرورة عدم الإضرار بمكان الدفن تحت أي ذريعة، حتى وإن كانت الزينة أو التجميل من خلال الزرع.
نوع الشجرة يُحدث فرقًا.. والفيقس له شروط
تطرقت الفتوى إلى نوع الشجرة الذي يُراد غرسه بجوار القبور، حيث سُئل فضيلة الدكتور عن شجرة الفيقس تحديدًا، مع الإشارة إلى أن عرض الشارع بجوار المقبرة لا يتجاوز مترين، مما قد يثير القلق حول تأثير الزرع على حركة المشيعين.
وأشار الدكتور علي جمعة إلى أن اختيار نوع الشجرة يجب أن يتم بعناية، مؤكدًا ضرورة أن تكون من الأنواع التي تنمو بجذور عمودية غير متشعبة، حتى لا تؤدي بمرور الزمن إلى تلف القبور أو المساس بحرمتها، وهو ما قد يجعل الزرع غير جائز شرعًا رغم حسن النية.
متى يصبح زرع الأشجار بجوار المقابر محرمًا؟
من المهم التنويه أن الفتوى لم تُحرِّم زراعة الأشجار بجوار القبور بشكل مطلق، لكنها ربطت الجواز بـتوافر عدد من الشروط، منها:
- أن لا تؤدي الأشجار إلى ضيق المكان أو تعيق المرور في الشوارع المحيطة بالمقابر.
- أن لا تؤثر جذور الشجرة على سلامة القبور أو تبعث إلى انكشافها أو تخريبها مع الوقت.
- أن يكون الزرع منظمًا وبعيدًا عن العشوائية التي قد تضر أكثر مما تنفع.
- يُفضل الرجوع إلى الجهات المختصة أو الإدارة المسؤولة عن المقابر للحصول على الموافقة قبل الغرس.
الزرع في المقابر.. تزيين أم إضرار؟
رغم أن البعض يرى في زرع الأشجار وسيلة لـتجميل المكان أو إدخال الراحة النفسية للزائرين، إلا أن الإسلام يوازن بين ذلك وبين الحفاظ على حرمة الموتى. والزينة المشروعة لا يجب أن تأتي على حساب راحة الأحياء أو حرمة الأموات، بل يجب أن تكون منضبطة بضوابط الشرع والعقل والتنظيم العام.
نصيحة ختامية من العلماء
تؤكد دار الإفتاء المصرية أن من أراد زرع شجرة بجوار قبر، فعليه التحقق أولًا من أثرها على المكان والناس والقبور، وأن يختار نوعًا مناسبًا لا يسبب ضررًا، وأن يتجنب الزرع في الأماكن الضيقة أو الممرات الحيوية.
وختامًا، فإن الفتوى الصادرة عن فضيلة الدكتور علي جمعة محمد، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، تمثل مرجعية شرعية موثوقة في هذا الباب، وتضع ميزانًا دقيقًا بين المصلحة العامة وحرمة المقابر.