عاجل

مخاوف متزايدة من فرار مقاتلي داعش بعد تجميد المساعدات الأميركية

سجن شمال شرق سوريا
سجن شمال شرق سوريا

أثار قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتجميد المساعدات للقوات الكردية، مخاوف الحكومة البريطانية من فرار مقاتلي داعش وعائلاتهم من السجون الخاضعة لسيطرة الأكراد شمال سوريا.

وبحسب ما نشرته مجلة "صنداي تايمز" البريطانية، أثارت مذكرة من وزارة الخارجية مخاوف لندن من أن وقف المدفوعات للحراس الأكراد لمدة 90 يومًا قد يسمح لبعض السجناء بالفرار، مما يؤدي إلى تفاقم الوضع الأمني ​​الهش بالفعل في سوريا.

 وأصدر ترامب أمرًا تنفيذيًا في 26 يناير الجاري، أوقف فيه المساعدات الإنمائية الأجنبية. 

وأدى هذا الخفض الفوري في التمويل لقوات سوريا الديمقراطية التي يديرها الأكراد، والمسؤولة عن إدارة المعسكرات والسجون، إلى تقارير عن عدم حضور الحراس إلى العمل وتوقف الخدمات الحيوية مثل الغذاء والماء.

التأثير الفوري لتجميد المساعدات

أعرب عمال الإغاثة في مخيم الهول - أكبر منشأة تحتجز أعضاء داعش وعائلاتهم - عن قلقهم العميق إزاء الفوضى التي تلت ذلك. وأشاروا إلى أن "هناك ارتباكًا، وهو ليس جيدًا حقًا للوضع الأمني"، مسلطين الضوء على المخاطر المرتبطة بالانهيار المحتمل في أمن السجون.

ويتم احتجاز ما يقرب من 20 امرأة بريطانية و10 رجال بريطانيين و35 طفلاً في مناطق يسيطر عليها الأكراد بعد انهيار الخلافة التي أعلنها داعش عام 2019، وتتخوف لندن من عودة هؤلاء إليها حال تدهور الأمن.

يتم فصل هؤلاء الأفراد في مرافق مختلفة، حيث يتم إيواء النساء والأطفال في معسكرات مثل الهول وروج، بينما يتم سجن الرجال بشكل منفصل.

من جانبها، حذرت تسنيم أكونجي، المحامية التي تمثل عائلة شميمة بيجوم(بريطانية انضمت لتنظيم داعش)، من أن نقص التمويل قد يؤدي إلى إطلاق سراح السجناء.

وقالت أكونجي: "إذا انهار التمويل، فلن يكون هناك طعام أو خدمات. لن يقوموا الأكراد بإعدام هؤلاء الأشخاص؛ سيطلقون سراحهم".

تداعيات أمنية

كانت الولايات المتحدة تاريخيًا شريكًا رائدًا في التحالف ضد داعش، حيث قدمت ما يقرب من 10 ملايين دولار شهريًا لدعم قوات سوريا الديمقراطية.

وتضم تلك المعسكرات، التابعة للأكراد،  حوالي 9500 من مسلحي داعش و40 ألف امرأة وطفل.

في السياق، أكد تشارلز ليستر، خبير مكافحة الإرهاب، لصنداي تايمز، أن تجميد المساعدات أثر بالفعل على رواتب العديد من الحراس، مما أدى إلى انخفاض في عدد الأفراد الذين يؤمنون هذه المرافق.

من جانبه، حذر جريجوري ميكس، النائب الديمقراطي وعضو بارز في لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الأمريكي، من أن تجميد المساعدات يعرض أمن الولايات المتحدة وحلفائها للخطر، حيث مع تدهور الوضع الأمني، ستمتد التداعيات إلى ما أبعد من سوريا والعراق.

 

السياق التاريخي للهروب

وتتخوف بريطانيا من أن خفض دعم الأكراد وما يتبعه من الإفلات الأمني، قد يؤدي إلي هروب الدواعش، خاصة ممن يحملون الجنسية البريطانية، وذلك في تكرار لتجربة عام 2019، حيث تمكنت توبا جوندال، وهي امرأة بريطانية غادرت إلى سوريا، من الفرار إلى تركيا وسط الفوضى.

في السياق، أكدت وزارة الخارجية البريطانية، أن "المملكة المتحدة تعمل مع الحلفاء، بما في ذلك الولايات المتحدة، لخفظ الاستقرار في سوريا، بما في ذلك في الشمال الشرقي"، مضيفة أن لندن لن تتردد في التصرف دفاعًا عن أمنها الوطني.

 

تم نسخ الرابط