عاجل

محسن السلاموني: ترامب وضع الرسوم الجمركية بصفته رجل أعمال وليس رئيس | فيديو

ترامب
ترامب

حذر الدكتور محسن السلاموني، أستاذ الاقتصاد بجامعة لندن، من تصاعد حدة التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، مشيرًا الي أنه سيؤدي الي  تداعيات خطيرة قد تؤثر على الاستقرار المالي العالمي.

وأوضح "السلاموني"،  خلال مدخلة هاتفية على قناة "القاهرة الإخبارية"، أن السياسات الحمائية التي ينتهجها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ليست قرارات اقتصادية سليمة، بل ستؤدي إلى إلحاق الضرر بالمستهلك الأمريكي، خاصة الفئات الضعيفة، وتزيد من حدة التضخم وارتفاع أسعار الفائدة.  

الفجوة التجارية بين العملاقين 


وأشار “السلاموني” إلى أن حجم التبادل التجاري بين الولايات المتحدة والصين غير متوازن، حيث تصدر أمريكا للصين سلعًا بقيمة 200 مليار دولار سنويًا، وتشمل التكنولوجيا والمنتجات الغذائية، بينما تستورد من الصين سلعًا بقيمة 600 مليار دولار، مما يخلق عجزًا تجاريًا كبيرًا.

 وأضاف أن فرض رسوم جمركية إضافية بنسبة 25% على الواردات الصينية لن يفيد الاقتصاد الأمريكي، بل سيدفع الشركات إلى رفع الأسعار، مما يزيد الأعباء على المواطن الأمريكي.  

من المستفيد من هذه السياسات؟ 


ولفت السلاموني،الي أن  المستفيد الحقيقي من هذه الإجراءاتهو الرئيس الامريكي  ترامب، الذي بنى ثروته من قطاع العقارات والكازينوهات، ربما يسعى إلى خدمة مصالحه ومصالح حلفائه في وول ستريت، ومبينًا  أن سوق المال العالمي الذي يقدر بحوالي 16 تريليون دولار، شهد تقلبات حادة بعد قرارات ترامب، حيث خسرت الأسواق حوالي 8 تريليون دولار في فترة وجيزة قبل أن تعاود الارتفاع، مما يثير تساؤلات حول من يكسب من هذه التقلبات.  

هل تستطيع أمريكا الصمود في مواجهة الصين؟  


وتابع: «الصين تمتلك أوراقًا قوية في هذه المواجهة، خاصة في قطاعات التكنولوجيا والصناعات التحويلية، فبكين هي المورد الرئيسي لشرائح "السيمي- كوندكتور" الضرورية للصناعات التكنولوجية الأمريكية، بما في ذلك صناعة السيارات والطاقة المتجددة»، كما أن بكين تمتلك أذرعًا اقتصادية قوية خارج حدودها، مثل مصنع الحديد العملاق في بريطانيا، الذي هددت بإغلاقه ردًا على الرسوم الجمركية، مما يضع لندن في مأزق اقتصادي.  


وأضاف:  "يمكن  أن يؤدي استمرار السياسات الأمريكية إلى تقارب صيني-أوروبي، خاصة أن الاتحاد الأوروبي أيضًا يتضرر من القيود التجارية، وأشار إلى أن الصين بدأت بالفعل في تعزيز استخدام عملتها المحلية في التجارة الدولية، كبديل للدولار"، كما تمتلك 3.6 تريليون دولار من سندات الخزانة الأمريكية، مما يعطيها نفوذًا كبيرًا في التأثير على الاقتصاد الأمريكي.  


اختتم تصريحاته  بالتنبيه أن العالم قد يشهد تحولات جذرية في النظام المالي الدولي، حيث قد تظهر عملات بديلة للدولار، وتزداد عزلة الولايات المتحدة إذا استمرت في سياساتها الأحادية،مشددًا على  أن الصين لديها المرونة والقدرة على تحويل الأزمة إلى فرصة، بينما قد يدفع الاقتصاد الأمريكي ثمن سياسات ترامب على المدى الطويل.  
 

تم نسخ الرابط