محمد سعيد: طهران تؤكد سلمية برنامجها النووي وترفض الاتهامات (فيديو)

أكد الدكتور محمد سعيد عبد المؤمن، أستاذ الدراسات الإيرانية، أن إيران ما تزال تُصرّ في كافة المحافل الدولية على أن برنامجها النووي ذو طابع سلمي بحت، ولا يستهدف بأي حال من الأحوال إنتاج أو امتلاك سلاح نووي، وذلك في إطار التزامها بالمعايير الدولية والاتفاقيات الموقعة، وعلى رأسها معاهدة عدم الانتشار النووي.
وأوضح عبد المؤمن، خلال مداخلة هاتفية على قناة "القاهرة الإخبارية"، أن طهران أعلنت مرارًا وتكرارًا عبر مسؤوليها في الحكومة ووزارة الخارجية ومنظمة الطاقة الذرية الإيرانية، أن الهدف الرئيسي من تطوير القدرات النووية هو تلبية احتياجاتها في مجالات الطاقة والطب والصناعة، وليس لأغراض عسكرية كما يُروج في بعض الدوائر الغربية.
الاتهامات الغربية
وأشار أستاذ الدراسات الإيرانية إلى أن الكثير من الاتهامات الموجهة لإيران، خصوصًا من قبل الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية، تفتقر إلى الأدلة الفنية المؤكدة، مشيرًا إلى أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية أجرت عشرات من جولات التفتيش في المنشآت النووية الإيرانية، ولم تتمكن من تقديم دليل قاطع على وجود أنشطة عسكرية نووية سرية.
وأضاف أن طهران لطالما عبّرت عن استعدادها للتعاون مع الوكالة الدولية، وسمحت بعمليات تفتيش دورية في عدد كبير من المواقع، في إطار اتفاق الضمانات، لكن في الوقت ذاته، فإنها تشترط احترام سيادتها وعدم تسييس الملف النووي واستخدامه كأداة ضغط سياسي من جانب بعض القوى الكبرى.
السياق الإقليمي يفاقم
وبيّن عبد المؤمن أن الموقف من البرنامج النووي الإيراني لا يمكن عزله عن السياق الإقليمي المعقد، خاصة في ظل التوترات المستمرة بين إيران وعدد من دول الجوار، بالإضافة إلى وجود إسرائيل كقوة نووية غير معلنة في المنطقة، دون أن تواجه الرقابة أو المساءلة الدولية.
ولفت إلى أن هذا الواقع يثير تساؤلات مشروعة داخل إيران حول المعايير المزدوجة في التعامل مع قضايا الانتشار النووي، منوهًا إلى أن هذه الازدواجية هي ما يدفع بعض الساسة الإيرانيين إلى التشكيك في نوايا المجتمع الدولي، والدعوة لتعزيز القدرات الدفاعية للبلاد.
العودة للاتفاق النووي
وفيما يتعلق بإمكانية العودة إلى الاتفاق النووي الموقع عام 2015، أوضح عبد المؤمن أن هناك إشارات متبادلة من واشنطن وطهران بإمكانية استئناف المفاوضات، لكن يبقى الخلاف حول شروط التنفيذ والتزامات كل طرف هو العقبة الرئيسية، لا سيما بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق في 2018 وإعادة فرضها للعقوبات الاقتصادية.
وشدد على أن الحل السياسي والدبلوماسي هو السبيل الوحيد لتفكيك هذا الملف الشائك، داعيًا إلى مقاربة شاملة تأخذ بعين الاعتبار المخاوف الأمنية لجميع الأطراف، وتعزز من فرص تحقيق الاستقرار الإقليمي.

برنامج نووي سلمي
واختتم أستاذ الدراسات الإيرانية حديثه بالتأكيد على أن ملف البرنامج النووي الإيراني سيظل مثار جدل طالما بقي محاطًا بحالة من الشكوك والمناورات السياسية، لكنه في الوقت ذاته يشكل فرصة نادرة لاختبار مدى جدية المجتمع الدولي في تحقيق توازن بين الحق في امتلاك الطاقة النووية السلمية، وضمانات عدم الانتشار، في إطار من الشفافية والاحترام المتبادل.