مختار غباشي: حرب غزة تطيل أمد الانقسام الداخلي في إسرائيل | فيديو
قال الدكتور مختار غباشي، نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن استمرار الحرب في قطاع غزة لمدى زمني طويل يلقي بظلاله الثقيلة على الداخل الإسرائيلي، مشيرًا إلى أن إسرائيل لم تعتد منذ تأسيسها خوض حروب طويلة الأمد، وهو ما يُعد تحولًا استراتيجيًا يؤثر على التماسك الداخلي والجاهزية العسكرية.
وأوضح غباشي، خلال لقائه على شاشة قناة النيل للأخبار، أن طبيعة الحرب الحالية، والتي تتوزع على أكثر من جبهة في آنٍ واحد من قطاع غزة والضفة الغربية، مرورًا بالحدود الجنوبية مع لبنان، وصولاً إلى الساحة السورية—أدت إلى حالة من التوتر الدائم والاستنزاف المستمر على جميع الأصعدة داخل إسرائيل.
الاحتلال في اختبار
وأشار غباشي إلى أن إسرائيل، التي طالما عُرفت بامتلاك "جيش داخل دولة" يتمتع بتفوق عسكري وتكنولوجي، تواجه اليوم ظروفًا مختلفة تمامًا، فضًلا عن أن طول أمد الحرب وعدم حسمها حتى الآن يعكس خللاً في الأداء العسكري، ويكشف عن تحديات تواجه المؤسسة الأمنية في إسرائيل.
وأضاف أن العمليات العسكرية متعددة الجبهات تضع الجيش الإسرائيلي أمام معادلات جديدة لم تكن ضمن حساباته الاستراتيجية السابقة، خاصة أن هذه الحرب تشهد تداخلًا بين الصراع العسكري والميداني من جهة، والانقسامات السياسية والمجتمعية من جهة أخرى.
استنفار دائم ومواجهة
ولفت غباشي إلى أن المشهد لا يقتصر على الداخل الفلسطيني، بل يمتد إلى سوريا حيث تشهد الساحة هناك صراعًا بين إسرائيل وتركيا، وهو ما يضيف طبقة جديدة من التعقيد على المشهد الإقليمي، موضحًا أن هذا الصراع ساهم في رفع درجة الاستنفار داخل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، التي باتت تعيش حالة من التأهب الدائم خشية اتساع دائرة المواجهة.
وأكد أن هذه التطورات تضع إسرائيل في موقف غير مسبوق من التحدي الأمني والسياسي، سواء في الداخل أو على المستوى الدولي، حيث بدأت أصوات النقد تتعالى من قبل حلفائها التقليديين، في ظل تصاعد الخسائر البشرية والمادية وتراجع صورتها على الساحة الدولية.
انعكاسات داخلية وتصدع
واختتم غباشي حديثه بالإشارة إلى أن الحرب الراهنة فتحت الباب أمام مشاحنات داخلية واسعة النطاق في إسرائيل، سواء على المستوى السياسي أو المجتمعي، فالأزمات المتتالية وسوء الإدارة العسكرية أدت إلى تصدعات في التحالفات الحاكمة، وارتفاع حدة الاحتجاجات في الشارع الإسرائيلي، مما يُنذر بمرحلة من الاضطراب السياسي قد تطول.
وشدد على أن استمرار الحرب من دون أفق سياسي واضح أو حل جذري للأزمة من شأنه أن يُعمق الانقسامات الداخلية ويُنهك الدولة إقليميًا ودوليًا، خاصة في ظل تصاعد التوتر مع قوى إقليمية مؤثرة مثل حزب الله وسوريا وتركيا.
