التحديات السياسية في أوروبا وتأثير التدخلات الروسية
قالت مجلة "فورين بوليسي" إن قادة أوروبا في حالة ترقب لمعرفة ما إذا كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قادرًا على إنهاء الصراع في أوكرانيا.
وتساءلت حول امكانية رد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على تهديدات ترامب بفرض عقوبات جديدة وزيادة الجمارك على روسيا.
واستعانت المجلة،في تقريرها، بتصريحات جون فورمان، الملحق العسكري السابق للمملكة المتحدة في موسكو وكييف، حيث أكد أن بوتين لا يملك القدرة على تهديد الغرب بشكل مباشر، "لكنه قادر على تقسيمه"، مشيرًا إلى رؤية بوتين لتصدعات في وحدة أوروبا يمكنه استغلالها لصالحه.
استراتيجية بوتين لتعزيز الانقسام الأوروبي
ترى المجلة أن بوتين يسعى إلى تعزيز الانقسامات في أوروبا خشية القوة الاقتصادية والعسكرية التي يمتلكها الغرب مقارنة بروسيا.
وتابعت أنه إذا استطاع بوتين إضعاف الدول الأوروبية سياسيًا، فإن قدرتها على دعم أوكرانيا أو التنديد بروسيا ستتقلص بشكل ملحوظ.
وأوضحت المجلة أن الكرملين يمتلك تاريخًا طويلًا في محاولة زعزعة استقرار السياسة الأوروبية عبر استهداف قواعد بيانات الحكومات أو من خلال حملات التضليل الإعلامي التي تهدف إلى نشر الشكوك بين المواطنين الأوروبيين وإضعاف ثقتهم في حكوماتهم.
التوقعات السياسية في أوروبا
توقعت المجلة أن يشهد عام 2025 أحداثًا سياسية مهمة في أوروبا، إذ تواجه فرنسا أزمات متتالية بعد فشل الانتخابات المبكرة للرئيس إيمانويل ماكرون، ما قد يعزز مكانة حليفته اليمينية المتطرفة مارين لوبان.
كما أشارت إلى الانتخابات الفيدرالية في ألمانيا، والتي من المتوقع أن يحقق خلالها حزب "من أجل ألمانيا" المركز الثاني، وهو حزب يميني متطرف.
في النمسا، تطرقت المجلة إلى تشكيل حزب "الحرية" اليميني المتطرف الحكومة الجديدة، وهو ما يعكس تصاعد تأثير القوى اليمينية في أوروبا.
التدخلات الروسية في الانتخابات الأوروبية
تطرقت المجلة إلى التدخلات الروسية المثيرة للجدل في الانتخابات الأوروبية لعام 2024، حيث نشرت مواقع إلكترونية مرتبطة بالكرملين مقالات تحتوي على مزاعم تفيد بتدخل الاتحاد الأوروبي في الانتخابات الرومانية.
ونقلت "فورين بوليسي" عن مصدر في الاتحاد الأوروبي يعمل في مجال مكافحة المعلومات المضللة، تصريحه بأنهم رصدوا محاولات روسية لاستغلال نقص الغاز كأداة ضغط على أوروبا.
كما توقعت المجلة الأمريكية أن تتركز انتقادات روسيا على وقف أوكرانيا لإمدادات الغاز، وتردد زعماء أوروبا في اتخاذ موقف حازم ضد موسكو.
السلاح الروسي المفضل: المعلومات
اختتمت المجلة تقريرها بالتأكيد على أن السلاح المفضل لبوتين هو المعلومات، مشيرة إلى أن الظروف في أوروبا تعد مثالية لازدهار المعلومات المضللة، مما يجعل المستفيد الوحيد من هذه الفوضى هو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
