«الأنا الإبليسية».. تحذير شديد من الأوقاف في ثاني جمع شوال بالمنصورة

انطلقت اليوم الجمعة قافلة الأوقاف الدعوية لمدينة المنصورة، عقد القافلة مقرأة الأئمة ومجلس الصلاة والسلام على النبي"صلى الله عليه وسلم" بمسجد النصر الكبير تحت عنوان(كلمة أنا.. نور نار) في إطار دور وزارة الأوقاف في نشر الفكر الوسطي المستنير، وتصحيح المفاهيم الخاطئة.
أكد العلماء في القافلة أن كلمة “أنا” ترتبط في أذهاننا بالكبر والأنانية والعجب، وتذكرنا بكلمة إبليس المهلكة عندما قال:” أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ “، لكنها تأتي على نوعين، فالنوع الأول نوري تزخر فيه «أنا» بالنخوة والشهامة والنجدة والأمان، وأما النوع الآخر فهو ناري تمتلئ فيه «أنا» بالتعالي والغرور والزهو.
وأوضحوا أن «أنا» النورية عالية القدر، مرفوعة الذكر، وصاحب «أنا» النورية يمد يد العون للمحتاج، يغيث الملهوف، يفرج عن المكروب، صاحب «الأنا» النورية يحبه الله، ويحبه أهل السماء، ويوضع له القبول في الأرض، فـ”أنا النورية” سبيل الأنبياء والأولياء وأهل الشهامة وأهل النخوة والنجدة.
كما أوضحوا أن «أنا» النارية تقوم على حالة زهو زائف، وإبليسية ملعونة، ونظرات استعلاء، واندفاع طائش، وحماس أهوج، وأنانية مفرطة، ونفس مستكبرة، صاحبها لا يقدم للناس نفعا، ولا يكشف عنهم ضرا، ولا يساعد لله خلقا، بل إنه صدامي، استعلائي، تخريبي، شعاره «نفسي نفسي»؛ ولذلك استحق صاحبها هذا الوعيد الإلهي “الكبرياءُ رِدائِي ، فمَنْ نازعَنِي في رِدائِي قَصَمْتُهُ.
انطلقت القافلة برعاية الدكتورأسامة الأزهري وزير الأوقاف وإشراف الشيخ خالد خضر وكيل أول الوزارة رئيس القطاع الديني، ومتابعة الدكتور محمد عوض حسانين وكيل وزارة الأوقاف بالدقهلية.
قافلة الواعظات
وفي نفس السياق انطلقت اليوم الجمعة قافلة الأوقاف الدعوية للواعظات بمدينة طلخا وسبق القافلة مقرأة للواعظات، ومجلس الصلاة والسلام على النبي"صلى الله عليه وسلم"ثم التوجه إلى المساجد وأداء درس بعنوان "فضل عمارة الدين والكون"
وأكدت الواعظات في الدروس الدينية أن الحضارة الإسلامية اهتمت بإعمار الأرض انطلاقًا من المنظور القرآني لوظيفة الإنسان في الكون وفي الحياة؛ وهو الاستخلاف في الأرض لعمارتها وإقامة عبادة الله عز وجل في ربوعها، فالإنسان هو خليفة الله في أرضه؛ قال الله تعالى: ﴿وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً﴾ [البقرة: 30]، وقال تعالى: ﴿يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ﴾ [ص: 26] وقال تعالى: ﴿هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ﴾ [هود: 61]. ونهى الله تعالى الإنسان عن الفساد في الأرض ، وحرم على المسلم أن يفسد ملكه أو ملك غيره لأن الله تعالى لا يحب الفساد ولا المفسدين؛ لذلك كان من أشد التشريعات الجنائية في الإسلام في حق من يسعون في الأرض بالفساد، لأن الفساد ضد قوانين الاستخلاف في الأرض .