إقالة قائدة القاعدة الأمريكية في جرينلاند بعد انتقادها العلني لتصريحات فانس

أعلنت قيادة قوة الفضاء الأمريكية، يوم الخميس، إقالة العقيد سوزانا مايرز من منصبها كقائدة لقاعدة "بيوتوفيك" الفضائية في جرينلاند، بسبب ما وصفته القيادة العسكرية بـ"فقدان الثقة في قدرتها على القيادة"، وذلك بعد إرسالها رسالة داخلية تنصلت فيها من تصريحات أطلقها نائب الرئيس الأمريكي جيه دي فانس خلال زيارته للقاعدة أواخر مارس الماضي.
وبحسب شبكة " ABC News" الأمريكية، فقد ذكرت قوة الفضاء الأمريكية، أن قرار الإقالة اتخذه العقيد كينيث كلوك، قائد وحدة "دلتا 1" الفضائية، التي تتخذ من قاعدة بيترسون في ولاية كولورادو مقرًا لها وتشرف إداريًا على قاعدة بيوتوفيك.
وأضاف البيان أن العقيد شون لي تولى قيادة القاعدة خلفًا لمايرز، مشددًا على أن "القادة العسكريين مطالبون بالالتزام بأعلى معايير السلوك، لا سيما ما يتعلق بالحفاظ على الحياد السياسي أثناء تأدية مهامهم".
ووفق الشبكة الأمريكية، فإن مايرز أرسلت رسالة إلكترونية إلى طاقم القاعدة بعد أيام من زيارة نائب الرئيس، عبّرت فيها عن رفضها لبعض تصريحاته، لا سيما تلك التي انتقد فيها الدنمارك، التي تُعد غرينلاند إقليمًا شبه مستقل يتبع لها.
وأوضحت مايرز في رسالتها أن "تصريحات نائب الرئيس لا تمثل موقف قاعدة بيوتوفيك"، في ما بدا محاولة منها للفصل بين الموقف الرسمي للقاعدة والمواقف السياسية التي أثيرت خلال الزيارة.
وقد أثار هذا الموقف جدلًا واسعًا في وزارة الدفاع الأمريكية، حيث قال جو كاسبر، رئيس أركان وزارة الدفاع، إن السيطرة المدنية على الجيش مبدأ أساسي في قواتنا المسلحة، ولن يتم التسامح مع أي تصرفات تقوّض سلسلة القيادة أو تتعارض مع أجندة الرئيس دونالد ترامب في وزارة الدفاع".

وفي السياق ذاته، نشر شون بارنيل، المتحدث الرسمي باسم البنتاجون، عبر منصة "X" بيان قوة الفضاء وأعاد التأكيد على فحواه بقوله: "لن يتم التسامح مع أي سلوك من شأنه تقويض التسلسل القيادي أو السياسة العليا للإدارة الأمريكية".
وتعود جذور القضية إلى زيارة أجراها نائب الرئيس الأمريكي إلى قاعدة "بيوتوفيك" في 28 مارس، أطلق خلالها تصريحات لاذعة تجاه الدنمارك، متهمًا إياها بعدم القيام بما يكفي لحماية جرينلاند من "التهديدات العدوانية المتزايدة من روسيا والصين"، على حد قوله.
كما أعاد التذكير بمقترح الرئيس ترامب بشأن إمكانية استحواذ الولايات المتحدة على جرينلاند لدواعٍ تتعلق بالأمن القومي.
وقال فانس خلال تصريحاته، "رسالتنا إلى الدنمارك واضحة: لم تحسنوا معاملة شعب جرينلاند، ولم تستثمروا بما يكفي في أمن هذا الإقليم الحيوي. يجب أن يتغير هذا الوضع".
وقد كان موقع "Military " أول من نشر مضمون رسالة مايرز، ما أدى إلى تصاعد القضية إعلاميًا وسياسيًا.
وتبع ذلك تحرك من السيناتور الجمهوري إريك شميت، الذي وجه رسالة رسمية إلى القائم بأعمال وزير القوات الجوية طالب فيها بفتح تحقيق رسمي في سلوك مايرز، مؤكدًا أن "الضباط العسكريين لا يحق لهم التدخل في السياسة الخارجية أو اتخاذ مواقف سياسية مستقلة".
وأضاف: "في حال ثبوت العصيان أو الانخراط في استعراض سياسي، فإن الإقالة الفورية هي الإجراء المناسب لضمان الانضباط العسكري".
وتُعد قاعدة "بيوتوفيك" من أبرز القواعد الاستراتيجية للولايات المتحدة، نظرًا لموقعها الجغرافي القريب من القطب الشمالي، الذي يشكل نقطة مرور رئيسية لأي هجوم صاروخي محتمل من روسيا أو غيرها من القوى الكبرى. وتزداد أهمية القاعدة مع تصاعد التوترات الجيوسياسية، خصوصًا في ظل السباق الدولي على النفوذ في المنطقة القطبية.